كشف خطورة مواد سامة في منتجات العناية الشخصية.. هل روتين جمالك آمن حقاً؟

كشف تحليل أجري عام 2021 على 231 مستحضر تجميليًا في الولايات المتحدة وكندا أن 52% من هذه المنتجات تحتوي على مواد كيميائية تُعرف بـ”PFAS”، والتي ترتبط باضطرابات هرمونية ومشاكل صحية متعددة. تم العثور على مستويات مرتفعة من هذه المواد في كريمات الأساس بنسبة 63%، والماسكارا المقاومة للماء بنسبة 82%، وأحمر الشفاه طويل الأمد بنسبة 62%. كما أن 88% من هذه المنتجات لم تفصح عن مكوناتها على الملصقات، مما يعرض المستهلكين لمخاطر غير معلنة. وفي سياق مشابه، تبين أن منتجات التجميل المصممة للنساء ذوات البشرة السوداء غالبًا ما تحتوي على مواد سامة مثل الفورمالديهايد، المرتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان.

مواد كيميائية سامة في صناعة التجميل

تشير تقارير حديثة إلى أن هناك بصيص أمل في تحسين الوضع، حيث أكد تقرير “Beauty & Personal Care Ingredient Intelligence” لعام 2025 أن استخدام المواد الكيميائية الخطرة بدأ ينخفض بنسبة 2%، وذلك بفضل جهود منظمات غير ربحية تشجع على تبني مواد أكثر أمانًا. ومع ذلك، يحتوي نحو 4% من المنتجات على مجموعة من المواد الكيميائية عالية الخطورة، مما يشكل تحديًا دائمًا. على سبيل المثال، حللت منظمة متخصصة قوائم مكونات أكثر من 50 ألف منتج، وتبين أن 71% من المكونات آمنة، بينما تعذر تقييم 24% بسبب نقص البيانات حول سلامتها. هذا يبرز نقطة ضعف في صناعة العناية الشخصية، حيث يتم إضافة مواد جديدة باستمرار، مما يجعل رصد السموم أمرًا صعبًا.

سموم في منتجات الجمال

يمكن للمستهلكين حماية أنفسهم من خلال فحص الملصقات بعناية، خاصة بالنسبة للمواد الكيميائية التي حصلت على تصنيفات منخفضة مثل “D” أو “F” في تقييمات الخطر. على سبيل المثال، السيليكونات مثل سيكلوبنتاسيلوكسان المستخدمة في منتجات العناية بالبشرة والشعر قد تكون سامة، بينما الصبغات مثل D&C Red 27 أو Acid Red 92 ترتبط بأضرار في الجهاز الهرموني والمناعي، وقد تتراكم في جسم الإنسان. رغم أن هناك بدائل أكثر أمانًا متاحة، إلا أن بعض الشركات لا تزال تستخدم هذه المواد، مما يتطلب من المستهلكين اليقظة. الخبر الإيجابي هو أن التحول نحو مواد أقل سمية جارٍ بالفعل، من خلال الاستبدال الاستراتيجي في الصناعة، وهو ما يمكن أن يقلل من المخاطر على المدى الطويل. ومع ذلك، يظل من المهم مراقبة المنتجات بانتظام لضمان سلامة الاستخدام اليومي.