بالفيديو: مواطنون يقيمون حفلاً مهيباً لوداع مقيم هندي قضى 48 عاماً في الأفلاج

وفي مقطع فيديو مؤثر، ظهر مواطنون سعوديون يشاركون في وداع دافئ لمقيم هندي قضى أكثر من أربعة عقود ونصف في محافظة الأفلاج، حيث عكس الحدث روابط الصداقة والوفاء التي تراكمت على مر السنين. كان الاجتماع تعبيراً عن الامتنان لجهوده في العمل والمجتمع، حيث تجمع الأهالي للاحتفاء به في حدث أصبح رمزاً للعلاقات الإنسانية العميقة بين السعوديين والمقيمين. هذا الوداع لم يكن مجرد لحظة عابرة، بل كان تتويجاً لسنوات من التفاعل الإيجابي، حيث ساهمت خبرات المقيم في تعزيز الروابط الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة.

وداع المقيم الهندي

أظهر مقطع الفيديو الذي انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي لحظات من العاطفة الصادقة، حيث قام المواطنون بإقامة حفل وداع خاص للمقيم الهندي، الذي أمضى 48 عاماً في محافظة الأفلاج. خلال الحفل، قدموا له هدايا متنوعة تعبر عن التقدير، مثل باقة من الورود الزاهية، ودرعاً تكريمياً يحمل رسائل محفورة تشيد بدوره في المجتمع. كما كتب بعض الحاضرين رسائل تذكارية تعكس الشكر العميق، مع تبادل القصص عن اللحظات المشتركة التي عاشها الجميع معه على مر السنوات. واحد من المواطنين وصف الحدث قائلاً: “حياكم الله في ليلة الوفاء من الوافين إلى هذا الرجل الوفي، وهو أخونا عبد الجبار الذي جاء للعمل في الأفلاج قبل نصف قرن”. هذه الكلمات لم تكن مجرد تحية، بل جسدت الروابط الأسرية التي تشكلت رغم الخلفيات الثقافية المختلفة. أما آخر فقال: “أنا أعتبر هذا الرجل كالدكتور أو الصيدلي الذي يصف لنا الداء والدواء، الله يذكره بالخير”، مؤكداً على دوره الاستشاري في حل المشكلات اليومية للسكان، سواء في مجال العمل أو الحياة الاجتماعية.

تكريم الوافد

في ختام الحفل، تحدث المقيم الهندي بنفسه، محملقاً بالامتنان تجاه المعاملة التي تلقاها خلال إقامته الطويلة في المملكة. قال: “الحمد لله، هم بمثابة أبي وإخوتي، وأنا أحبهم كثيرًا، وإن شاء الله ما عندنا زعل ولا أي شيء”، مما يبرز كيف تحول الزملاء إلى عائلة بديلة أثناء غيابه عن وطنه. أكد المقيم على أن حسن المعاملة كان جزءاً أساسياً من تجربته، موضحاً كيف ساهم ذلك في استقراره ونجاحه. كما أشاد بتنظيم صرف الراتب الشهري بانتظام طوال فترة عمله، وهو ما ساهم في تعزيز شعوره بالأمان والعدالة في بيئة العمل. هذا التكريم ليس محصوراً في هذا الحدث فحسب، بل يعكس قيم المجتمع السعودي في احترام العمالة الأجنبية وتقدير مساهمتها، حيث يشكل هذا نموذجاً للاندماج الإيجابي. في الواقع، قصة هذا المقيم تذكرنا بأهمية بناء جسور الثقة عبر السنوات، حيث أصبح جزءاً لا يتجزأ من نسيج المجتمع المحلي. من خلال هذه اللحظات، نرى كيف يمكن للعمل اليومي أن يتحول إلى روابط دائمة، مع تعزيز الاحترام المتبادل بين الثقافات المختلفة. هذا الوداع لم يكن نهاية، بل بداية لتذكر الإرث الذي تركه المقيم، حيث يستمر تأثيره في أذهان الأهالي، معلماً دروساً في الصبر والوفاء. بالفعل، هذه الحكاية تجسد جوهر التعاون الإنساني في عالم متغير، معلنة عن أهمية الاحتفاء بالمساهمات التي تبني مجتمعاتنا.