جامع أبو الجدايل في جدة يقيم حفل تكريم لحافظ القرآن عبدالرحمن حافظ.

تكريم حافظ القرآن في جدة

في جامع الشيخ عبدالمجيد بن سعيد أبو الجدايل بحي النهضة بجدة، أقيم حدث مميز شهد تكريماً للطالب عبدالرحمن منشي، الذي برز بفضل جهوده في حفظ كتاب الله الكريم. كان الشيخ محمد بابطين، إمام وخطيب المسجد، هو الذي تولى تقديم هذا التكريم، متمثلاً في حفل أقيم خصيصاً لهذا الغرض. بدأ الطالب عبدالرحمن الحفل بتلاوة قرآنية طيبة، أثارت إعجاب الجميع بحسن أدائها وإحساسها العميق، مما عكس مدى التزامه وفهمه للكلمات الإلهية.

خلال الكلمة التي ألقاها الشيخ محمد بابطين، ركز على أهمية القرآن الكريم ككتاب هداية، حيث أنزله الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ليخرج البشرية من الظلمات إلى النور. أكد الشيخ على دعوة الله لعباده في هذا الكتاب لقراءته وتدبره، لأنه يحتوي على تعاليم شاملة تغطي جوانب الحياة كافة، سواء في الجانب الروحي أو الدنيوي. كما أشاد بما تمتع به هذا البلد من بركة في قيادته، الذين يولون القرآن عناية خاصة من خلال تدريسه، وطباعته، وترجمته، إضافة إلى دعمهم المالي والمعنوي السخي. هذا الدعم يعكس التزام القيادة بتعزيز قيم الإيمان والعلم، مما يساهم في نشر ثقافة القرآن بين الأجيال.

أوصى الشيخ محمد بابطين الطالب عبدالرحمن بالتقوى والشكر لله على نعمة حفظ كتابه، داعياً إياه إلى الاستمرار في تدبر معاني الآيات وفهمها العميق، ليجعل ذلك أساساً في سلوكه اليومي، مستلهماً من السلف الصالح الذين عاشوا حياة موصولة بالقرآن. هذه النصيحة تعتبر جزءاً من تربية شاملة تهدف إلى بناء جيل يعتمد على الكتاب الإلهي كمرشد أساسي. كما أن مثل هذه التجمعات الدينية تعزز الروابط المجتمعية، حيث تجمع بين الأفراد من مختلف الأعمار للاحتفاء بالإنجازات الدينية.

في ختام الحفل، عبّر الشيخ محمد بابطين عن شكره لإدارة حلقات الجامع، التي ساهمت في تهيئة البيئة المناسبة للتعلم، بالإضافة إلى أهالي الحي الذين قدموا دعماً بناءً وتعاوناً فعالاً. هذا التكريم لم يكن مجرد احتفاء فردي، بل رمزاً لقيمة الحفاظ على التراث الإسلامي في المجتمع. إن مثل هذه الفعاليات تذكرنا بأهمية تعزيز الالتزام بالقرآن، خاصة في عصرنا الحالي الذي يواجه تحديات متنوعة، حيث يبقى الكتاب الكريم مصدراً للاستقرار والإرشاد. من خلال هذه الجهود المشتركة، يمكن للأجيال الشابة أن تكون نموذجاً يحتذى، محافظة على الإرث الديني ومطورة له في الوقت نفسه.

تقدير حفظ الكتاب

يُعد تقدير حفظ القرآن خطوة أساسية في تعزيز الوعي الديني، حيث يشجع على الاستمرار في التعلم والتطبيق العملي لتعاليمه. في هذا السياق، لم يقتصر تكريم عبدالرحمن على الجانب الفردي، بل امتد إلى تعزيز دور القرآن في بناء المجتمع. الشيخ محمد بابطين، من خلال كلمته، أكد أن حفظ القرآن ليس نهاية الطريق، بل بداية لفهم أعمق وتطبيق يومي، مما يساهم في نشر السلام والعدالة. كما أن دعم الدولة لمثل هذه الجهود يعكس التزاماً وطنياً بتعزيز القيم الإسلامية، مما يجعل من الحفاظ على الدين جزءاً لا يتجزأ من التنمية الشاملة. في النهاية، يظل القرآن مصدر إلهام لكل من يسعى للارتقاء الروحي والأخلاقي.