بيت الحكمة يفوز بجائزة الشارقة للأدب المكتبي: إنجاز ثقافي يعزز التراث العربي
بقلم: [اسم كاتب افتراضي، مثل محمد العدوي]
تاريخ النشر: 15 أكتوبر 2023
في لحظة تكريم ثقافي مشرفة، حققت مؤسسة بيت الحكمة إنجازًا بارزًا من خلال فوزها بجائزة الشارقة للأدب المكتبي، وهي واحدة من أبرز الجوائز الثقافية في العالم العربي. تُمنح هذه الجائزة سنويًا من قبل حكومة إمارة الشارقة في الإمارات العربية المتحدة، بهدف الاحتفاء بالجهود المتميزة في مجال تعزيز الثقافة الكتابية والأدبية. يُعتبر هذا الفوز خطوة مهمة في تعزيز دور المؤسسات الثقافية في الحفاظ على التراث العربي ودعمه في عصرنا الحديث.
ما هي بيت الحكمة؟
تأسست مؤسسة بيت الحكمة كمركز ثقافي وأكاديمي في عام 2009، مستوحاة من الاسم التاريخي لمركز بيت الحكمة في بغداد خلال العصر العباسي، الذي كان رمزًا للمعرفة والترجمة في العالم الإسلامي. تعمل المؤسسة الحديثة من مقرها في العاصمة العراقية بغداد، على تعزيز القراءة، ترجمة الكتب العلمية والأدبية، وتنظيم الندوات الثقافية. تهدف إلى ربط الماضي بالحاضر من خلال برامج تعليمية وثقافية تستهدف الشباب والمجتمع بشكل عام، مثل مشروع “مكتبات المستقبل” الذي يركز على توفير الكتب الرقمية والطباعية لملايين الأشخاص في المناطق النائية.
منذ إنشائها، ساهمت بيت الحكمة في نشر أكثر من 500 كتاب مترجم، ونظمت عشرات الفعاليات الدولية التي تجمع بين الكتاب والمفكرين العرب والدوليين. وفقًا لمدير المؤسسة، الدكتور أحمد الزيدي، “نحن نعمل على بناء جسر بين التراث والتكنولوجيا، لنضمن أن يظل الأدب العربي حيًا ومتاحًا للأجيال القادمة”.
تفاصيل الجائزة وأسباب الفوز
جائزة الشارقة للأدب المكتبي هي جزء من مبادرات الشارقة الثقافية، التي تهدف إلى دعم الصناعة الكتابية وتشجيع الابتكار في مجال النشر والمكتبات. تُمنح الجائزة للمؤسسات أو الأفراد الذين يقدمون مساهمات استثنائية في تعزيز الثقافة المكتبية، سواء من خلال الإنتاج الأدبي، أو الحفاظ على التراث، أو تطوير البرامج الرقمية. في الدورة الحالية، التي أقيمت في سبتمبر 2023، حازت بيت الحكمة على الجائزة الرئيسية بسبب مشروعها الرائد “التراث الرقمي”، الذي يتضمن تحويل آلاف الكتب النادرة إلى نسخ رقمية متاحة عبر الإنترنت، مما ساهم في تعزيز الوصول إلى المعرفة في المنطقة العربية.
قال رئيس لجنة التحكيم في الجائزة، الشاعر والناقد الإماراتي عبد الرحمن الشحيمي، إن “بيت الحكمة مثلت مثالًا للابتكار والالتزام، حيث جمعوا بين التراث التاريخي والتكنولوجيا الحديثة، مما أثر إيجابًا على مجتمع القراءة في العالم العربي”. يأتي هذا الفوز في وقت يواجه فيه القطاع الثقافي تحديات مثل الرقمنة وتغير عادات القراءة، مما يجعل إنجاز بيت الحكمة دليلاً على القدرة على التكيف والتقدم.
أثر الفوز على المشهد الثقافي
يعكس فوز بيت الحكمة بجائزة الشارقة التزام العالم العربي بالحفاظ على التراث الأدبي في مواجهة التغيرات السريعة. سيساعد هذا الإنجاز المؤسسة على زيادة تمويل برامجها، مثل إطلاق حملات جديدة لتشجيع القراءة بين الشباب، وتعاون مع مكتبات دولية لتبادل المعرفة. كما أن هذا الفوز يرسل رسالة قوية إلى المؤسسات الثقافية الأخرى بأن الاستثمار في الأدب والمكتبات يظل أمرًا حيويًا لتعزيز الهوية الثقافية.
في الختام، يمثل فوز بيت الحكمة بجائزة الشارقة للأدب المكتبي نقطة تحول في مسيرة الثقافة العربية، حيث يذكرنا بأن التراث ليس مجرد تاريخ، بل هو أداة للبناء المستقبلي. تهانينا لفريق بيت الحكمة، ونأمل أن يلهم هذا الإنجاز المزيد من الجهود لتعزيز دور الأدب في حياتنا اليومية.
تعليقات