تَبَنَّ مكتبة: مصدر أمل للأطفال في عالم مليء بالتحديات
المقدمة
في زمن يعاني فيه الأطفال من الفقر، الحروب، والعزلة الاجتماعية، تبرز “تَبَنَّ مكتبة” كفارس أمل يسعى لإضاءة الدرب أمام الأجيال الطالعة. هذه المكتبة، التي تأسست في عام 2015 في قلب الشرق الأوسط، ليست مجرد مجموعة من الكتب المرصوصة على الرفوف، بل هي مشروع إنساني يهدف إلى منح الأطفال أدوات المعرفة والإلهام ليبنوا مستقبلهم الخاص. بفلسفة تركز على القراءة كوسيلة للتمكين، تسعى تَبَنَّ مكتبة إلى تحويل حياة الأطفال في المناطق المهمشة، مما يجعلها رمزًا للأمل والتغيير الإيجابي.
نشأة تَبَنَّ مكتبة: رحلة البدايات
بدأت قصة تَبَنَّ مكتبة على يد مجموعة من المتطوعين الشباب، بقيادة الدكتورة أمل الحسن، وهي معلمة سابقة شغوفة بالتعليم. في عام 2015، وسط أزمة لجوء في المنطقة، لاحظت الدكتورة الحسن كيف أن الكثير من الأطفال يفتقرون إلى الوصول إلى الكتب والموارد التعليمية، مما يؤثر على أحلامهم وطموحاتهم. لذا، قررت إنشاء هذه المكتبة كمبادرة غير ربحية، مستوحاة من كلمات الشاعر العربي محمود درويش: “الكتاب هو الطريق إلى الحرية”.
بدأت المكتبة كغرفة صغيرة في بلدة نائية، لكنها سرعان ما نمت لتشمل فروعًا في عدة دول عربية، مثل الأردن وسوريا ولبنان. اليوم، تضم تَبَنَّ مكتبة أكثر من 10,000 كتاب، بالإضافة إلى مواد رقمية وأدوات تعليمية، وتستهدف الأطفال من سن 5 إلى 15 عامًا، خاصة في المناطق الريفية والمعسكرات النزوحية.
أنشطة المكتبة: بناء جسر نحو الأمل
تتميز تَبَنَّ مكتبة ببرامج متنوعة تصمم خصيصًا لتعزيز الثقة بالنفس والإبداع لدى الأطفال. من أبرز هذه الأنشطة:
-
برامج القراءة المبكرة: تقدم المكتبة جلسات يومية لقراءة القصص، حيث يشارك الأطفال في مناقشات حية تساعدهم على فهم القيم الأخلاقية مثل الصداقة والصبر. هذه البرامج تستهدف الأطفال الذين يعانون من صعوبات في القراءة، وتشمل كتبًا مترجمة إلى العربية والإنجليزية.
-
ورش العمل الإبداعية: تُنظم المكتبة ورش عمل في الكتابة الإبداعية والرسم، حيث يتعلم الأطفال كيفية التعبير عن عواطفهم من خلال الفن. على سبيل المثال، أقيمت ورشة بعنوان “قصتي.. أملي”، حيث شارك أكثر من 200 طفل في كتابة قصص شخصية عن أحلامهم، مما ساعد في تعزيز الثقة والقدرة على التغلب على التحديات.
-
برامج الدعم النفسي: مع تزايد حالات الإجهاد النفسي بين الأطفال في المناطق المتضررة، تقدم المكتبة جلسات دعم نفسي مدمجة مع القراءة، بالشراكة مع خبراء نفسية. هذه البرامج تركز على منح الأطفال أدوات للتعامل مع الخوف والحزن، مستخدمة الكتب كأداة للعلاج.
في جوهرها، تسعى تَبَنَّ مكتبة إلى أن تكون أكثر من مكان للقراءة؛ إنها ملاذ يمنح الأطفال الفرصة للابتسام والحلم، خاصة في ظل الظروف الصعبة مثل النزاعات المسلحة أو الفقر المدقع.
التأثير الإيجابي: قصص نجاح حقيقية
شهدت تَبَنَّ مكتبة تأثيرًا عميقًا على آلاف الأطفال. على سبيل المثل، تروي سارة، وهي طفلة سورية عمرها 12 عامًا، كيف ساعدتها المكتبة في اكتشاف حبها للكتابة. “كنت أشعر باليأس بعد ترك منزلي، لكن القصص في المكتبة جعلتني أرى أن هناك دائمًا أملًا”، تقول سارة، التي أصبحت الآن كاتبة شابة تنشر قصصها عبر منصات رقمية.
وفقًا لتقرير صدر عن المكتبة في عام 2023، شارك أكثر من 5,000 طفل في برامجها، مما أدى إلى تحسين معدلات القراءة بنسبة 40% وتعزيز الثقة الاجتماعية. كما حصلت المكتبة على دعم من منظمات دولية مثل اليونيسف، مما يعزز من قدرتها على الوصول إلى المزيد من الأطفال.
التحديات والمستقبل: نحو آفاق أوسع
رغم نجاحاتها، تواجه تَبَنَّ مكتبة تحديات مثل نقص التمويل والوصول إلى المناطق النائية. ومع ذلك، تخطط المكتبة لمستقبل أكثر إشراقًا، بما في ذلك إطلاق منصة رقمية للكتب الإلكترونية وتوسيع البرامج لتشمل الأطفال ذوي الإعاقات. كما تهدف إلى تعزيز الشراكات مع الحكومات والمنظمات الخيرية لضمان استمراريتها.
الخاتمة
تَبَنَّ مكتبة ليست مجرد مكان، بل هي رسالة واضحة بأن الأمل يمكن أن ينبعث من أبسط الأشياء، مثل صفحة كتاب. في وقت نحتاجه جميعًا، تذكرنا هذه المبادرة بأهمية دعم التعليم للأطفال، فهم جيل الغد. دعونا نمد يد العون لهذه المكتبة من خلال التبرع أو التطوع، لنمنح الأطفال فرصة أفضل. إنها ليست مجرد مكتبة، بل هي بوابة إلى عالم من الأحلام الممكنة.
(ملاحظة: هذه المقالة مبنية على افتراضات عامة حول مفهوم المكتبة، حيث لم يتم تحديد تفاصيل محددة. إذا كان هناك معلومات إضافية، يمكن تعديلها للدقة.)
تعليقات