احتفالات ضخمة في مصر بمناسبة ذكرى قدوم رأس الإمام الحسين، برفقة أكثر من 80 طريقة صوفية.
واصلت الطرق الصوفية في مصر احتفالاتها بذكرى قدوم رأس الإمام الحسين بن علي، حفيد الرسول محمد، من خلال تنظيم “الليلة الكبيرة” كنهاية للاحتفالات في محيط مسجد الحسين التاريخي بالقاهرة. شهدت هذه المناسبة حضورًا واسعًا من داخل مصر وخارجها، حيث امتلأت الساحات بأعضاء الطرق الصوفية لإحياء جلسات الذكر، تلاوة القرآن، والدروس الدينية التي تروي سيرة الإمام الحسين. كما أقامت بعض الطرق موائد لإطعام الزائرين، مما عكس الروح الاجتماعية والروحانية لهذه الاحتفالات، وسط إجراءات أمنية من الحكومة للتعامل مع الزحام المتوقع، بما في ذلك إيقاف الزيارات السياحية إلى المنطقة مؤقتًا.
احتفالات الطرق الصوفية في مصر
تشهد مصر هذا العام مشاركة واسعة في احتفالات الليلة الختامية لمولد استقرار رأس الإمام الحسين، حيث أكد قيادات الطرق الصوفية أن هذه المناسبة تعبر عن الارتباط العميق بالتراث الديني والتاريخي. أعضاء الطرق انتشروا في ساحة المسجد لإقامة مجالس الذكر وتلاوة القرآن، بينما ركز آخرون على سرد سيرة الإمام الحسين كرمز للصمود والعدالة. وفقًا للوصية التقليدية، فإن هذه الاحتفالات تجسد الفرحة بقدوم الرأس الشريف إلى مصر، مما يجمع بين العبادة والتكافل الاجتماعي، حيث تشمل أنشطة متنوعة مثل حلقات العلم والمدائح النبوية. كما أشارت التقارير إلى أن ساحة المسجد، بسبب سعاتها الكبيرة، تستقبل آلاف المشاركين من مختلف المحافظات ودول أخرى، مما يعزز من دور هذه الفعاليات في تعزيز القيم الروحية والاجتماعية.
الأنشطة الروحية للصوفية
تعتمد احتفالات الطرق الصوفية على سلسلة من الأنشطة الروحية التي تتجاوز الاحتفال الرمزي، حيث يشارك أتباع نحو 80 طريقة في مصر بمظاهر البهجة والمحبة. يؤكد مسؤولو الطرق، مثل وكيل الطريقة الصديقية الشاذلية، أن هذه المناسبات تهدف إلى التعرف على سيرة الإمام الحسين كامتداد لنهج الرسول محمد، من خلال جلسات تعليمية وتلاوات قرآنية. كما تشمل الفعاليات تقديم الطعام للزائرين، مما يعكس التكافل الإنساني. وفقًا للتقاليد، تم نقل رأس الإمام الحسين إلى مصر في القرن السادس الهجري، حيث أصبح مسجد الحسين مزارًا للمسلمين من كل مكان. رغم الانتقادات التي توجه إلى بعض الممارسات، يرى القادة أن جوهر الاحتفالات يتمثل في تعظيم ذكر الله وإحياء سيرة أهل البيت، مع إدانة أي محاولات لتحريمها. كما أكد شيخ الطريقة العزمية مشاركة جميع الطرق في هذه المناسبة، مع تنظيم احتفالات أخرى تكرم الإمام الحسين وأفراد أسرته، مثل الذكرى السنوية لاستشهاده في محرم. هذه الفعاليات تبرز كفرصة للتقارب الديني، حيث يجتمع المشاركون لتجديد الروابط الثقافية والاجتماعية، مما يعكس تأثير الصوفية في المجتمع المصري. إن مثل هذه الاحتفالات ليس فقط تكريماً للتاريخ الإسلامي، بل تعزز القيم الروحية مثل الحب والتسامح، مما يجعلها جزءًا أساسيًا من الهوية الثقافية.

تعليقات