أعلنت إدارة متحف اللوفر في باريس عن إغلاقه مؤقتًا بعد سرقة مجوهرات تاريخية ثمينة، مما أثار صدمة في فرنسا. اللصوص استغلوا ثغرات أمنية لاقتحام المعرض وسرقة قطع أثرية تعود إلى العصر النابليوني، بما في ذلك مجوهرات ارتدتها الملكات السابقات. الخبراء يشككون في إمكانية استعادة هذه الكنوز، مع تأكيد السلطات على فشل الإجراءات الأمنية، مما يعكس مخاوف واسعة حول حماية التراث الثقافي.
سرقة كنوز اللوفر
في الحادث الذي وقع في متحف اللوفر، استخدم اللصوص طرقًا سريعة للوصول إلى معرض أبولو وفتح خزائن محمية بشدة، مما أدى إلى سرقة قطع مثل طقم مجوهرات من الألماس والياقوت ارتدته الملكة ماري أميلي، بالإضافة إلى قلادة وأقراط الزمرد التي كانت هدية من نابليون. المدعون أكدوا أن العملية استغرقت دقائق قليلة فقط، مع مغادرة اللصوص على دراجات بخارية عبر نهر السين. وزير العدل الفرنسي اعترف بأن الحادث كشف عن نقص في التأمين، خاصة في نوافذ المتحف، مشددًا على أن الشعب الفرنسي يشعر بفقدان جزء من تاريخه. كما أشارت كاتبة متخصصة في اللوفر إلى أن هذه السرقة تمثل هجومًا على هوية فرنسا التاريخية، حيث بدأ المتحف حياته كحصن ثم قصر ملكي.
نهب الآثار التاريخية
بالنسبة لإمكانية استعادة المجوهرات، قالت نائبة في البرلمان الفرنسي إنها ربما غادرت البلاد بالفعل وفقدت إلى الأبد، مشيرة إلى أنها قد تُقطع وتباع في الأسواق السوداء من قبل عصابات منظمة. وأكدت أن هذه العصابات لا تهتم بالقيمة التاريخية، بل تستخدمها لغسل الأموال، مما يجعل الفرصة في الاستعادة ضعيفة جدًا. مؤسس منظمة لاستعادة الآثار أضاف أن اللصوص قد يصهرون المعادن أو يعيدون تشكيل الأحجار للحصول على أموال سريعة، دون الالتفات إلى أهميتها الثقافية. هذا التشاؤم يعززه تاريخ سرقات سابقة في اللوفر، مثل سرقة لوحة الموناليزا في 1911 والتي استردت بعد عامين، أو سرقة لوحة كاميل كورو في 1998 والتي لم تعثر عليها مطلقًا. كما حدثت سرقات حديثة في متاحف أوروبية أخرى، مثل سرقة قطع ذهبية قديمة من متحف هولندي باستخدام المتفجرات، مما يسلط الضوء على انتشار التهديدات للتراث العالمي. في ظل هذه التطورات، يطالب الخبراء بتعزيز الإجراءات الأمنية لمنع فقدان المزيد من الكنوز التاريخية، حيث يمثل كل حادث كهذا خسارة لا تقدر بثمن للإرث الإنساني.

تعليقات