أعلنت صحيفة هآرتس العبرية أن جميع العصابات التي شكلتها إسرائيل داخل قطاع غزة خلال الحرب الأخيرة لتقويض حكم حركة حماس قد انهارت تماماً، مما يؤكد أن الحركة تظل الوحيدة القادرة على إدارة الشؤون في المنطقة. وفقاً لمصادر عسكرية إسرائيلية، فإن تل أبيب كانت قد زودت هذه العصابات بالسلاح والدعم، لكنها الآن إما محطمة أو مختفية من الساحة. عملت هذه الجماعات تحت حماية الجيش الإسرائيلي في المناطق التي سيطر عليها، حيث تورطت في سرقة المساعدات الإنسانية النادرة وإشعال الفوضى في تلك المناطق.
حماس تستعيد السيطرة في غزة
أشارت الصحيفة إلى أن وزارة الداخلية في غزة أعلنت بعد اتفاق وقف إطلاق النار في أكتوبر 2024 عن إمكانية عفو لأعضاء هذه العصابات الذين لم يتورطوا في أعمال دموية، بينما تم ملاحقة الآخرين من قبل الأجهزة الأمنية. ووفقاً لتقديرات الجيش الإسرائيلي، فقد استعادت حركة حماس السيطرة الكاملة على مؤسسات الحكم فور تنفيذ اتفاق الهدنة، مع عدم وجود أي كيان آخر قادر على تولي المسؤولية في القطاع. كانت التوقعات الإسرائيلية تشمل اندلاع احتجاجات ضد حماس بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، لكن ذلك لم يحدث، حيث استمرت الحركة في إدارة الشؤون البلدية والإدارية، إلى جانب إعادة تشغيل الجهاز الشرطي للحفاظ على الأمن وملاحقة المخالفين.
تعزيز دور الحركة الفلسطينية
بدأت حركة حماس في تنفيذ أعمال تنظيف الطرق وإصلاح البنية التحتية، رغم مواجهتها صعوبات كبيرة في إطلاق عملية إعمار شاملة تتطلب دعماً دولياً هائل يصل إلى عشرات المليارات من الدولارات. ينتظر آلاف النازحين في جنوب القطاع العودة إلى منازلهم في الشمال والوسط، وسط مخاوف من عودة القتال وتحديات مالية تحول دون ذلك. أما بالنسبة لمعبر رفح، فإن إسرائيل ترفض فتحه منذ سيطرتها عليه في مايو 2024، كوسيلة للضغط على حماس لإطلاق جثث الرهائن الإسرائيليين، مما أدى إلى تجميد المحادثات مع مصر. وبعد إكمال بناء مرافق التفتيش الجديدة، من المتوقع إعادة فتح المعبر لأول مرة منذ يناير 2024، لكن الفرق الدولية المشرفة على اتفاق الهدنة لم تصل إلى اتفاق نهائي بشأن قضايا حساسة مثل هوية القوة متعددة الجنسيات وصلاحياتها ومستوى التنسيق مع الحركة.
في السياق نفسه، يُشار إلى أن إسرائيل ارتكبت منذ أكتوبر 2023 حملة واسعة النطاق في غزة، شملت قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً واعتقالات، مع تجاهلها الدعوات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية. نتج عن هذه الحملة سقوط أكثر من 238 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات الآلاف من النازحين الذين يعانون من المجاعة التي أودت بحياة العديد، فضلاً عن الدمار الشامل الذي محى معظم المدن والمناطق في القطاع. رغم كل هذا، يبقى التركيز على قدرة حماس على إدارة الوضع وسط التحديات، مما يبرز دورها كقوة مركزية في الساحة الفلسطينية.

تعليقات