حسين فهمي يستقيل من الأمم المتحدة بعد مذبحة قانا احتجاجًا على الصمت أمام العدوان.. شاهد الفيديو
في جلسة نقاشية ضمن فعاليات مهرجان الجونة السينمائي، روى الفنان حسين فهمي قصة استقالته من منصبه كسفير نوايا حسنة في الأمم المتحدة، رافضًا الصمت أمام العدوان الإسرائيلي على قانا. كشف فهمي عن أن هذه الاستقالة كانت قرارًا شخصيًا وأخلاقيًا، حيث رفض الاستمرار في منصبه خلال فترة امتلأت بالانتهاكات ضد الإنسانية، موجهًا استقالته مباشرة إلى كوفي عنان، أمين عام الأمم المتحدة في ذلك الوقت. يعود انخراط فهمي في العمل الإنساني إلى سنوات طويلة من التزاماته، فقد شغل ذلك المنصب لمدة عشر سنوات، إلى جانب مشاركاته في مبادرات اجتماعية أخرى مثل مؤسسة الوفاء والأمل خلال عصور الرؤساء السابقين أنور السادات وحسني مبارك. هذا الالتزام يعكس رؤيته للفن كأداة للدفاع عن القضايا الإنسانية، حيث أكد على أن السينما تجاوزت كونها مجرد وسيلة ترفيهية لتصبح منبرًا للتعبير عن الإنسان ومعاناته اليومية.
حسين فهمي ورفضه للصمت الدولي
من خلال كلماته في المهرجان، أبرز حسين فهمي كيف أثرت مذبحة قانا على قراراته الشخصية، مشددًا على أن الفنانين يحملون مسؤولية نقل مشاعر الإنسان العادي وتعزيز قيم الرحمة والعدالة. قال إن أفلامه ونشاطاته الإنسانية تأتي من قلب يؤمن بأن السينما الحقيقية هي التي تتناول قضايا الكرامة الإنسانية، مثل الفقر والعدوان والحاجة إلى الرعاية. وفقًا لفهمي، فإن دوره كفنان لم يقتصر على الشاشة، بل امتد إلى العمل الفعلي في المجتمع، حيث شارك في العديد من البرامج الخيرية التي تهدف إلى مساعدة الأفراد الأكثر تأثرًا. هذا النهج يجسد رؤيته للفن كمرآة تعكس الواقع، محاولة تغيير واقعه، ويشجع الآخرين على اتباع نهج مماثل لتعزيز الوعي العالمي. في السياق نفسه، أشار إلى أن انخراطه مع الأمم المتحدة كان جزءًا من رحلة أوسع في الدفاع عن الحقوق، لكنه لم يتردد في الانسحاب عندما شعر بأن المؤسسة لم تعد تتماشى مع مبادئه الأخلاقية.
بالإضافة إلى ذلك، ركز حسين فهمي على أهمية الفن في بناء جسر بين الثقافات، مؤكدًا أن كل عمل سينمائي يجب أن يحمل رسالة إنسانية تهدف إلى إبراز الإنسان البسيط ودفاعه عن كرامته. هذا التصور يتجاوز الجانب الفني ليصبح دعوة للعمل الجماعي، حيث يرى الفعاليات السينمائية فرصة لإعادة صياغة السرد الإنساني في عالم مليء بالتحديات.
الفنان المخضرم ودعم القضايا الإنسانية
في سياق مهرجان الجونة السينمائي، الذي يحمل شعار “سينما من أجل الإنسانية” منذ انطلاقته عام 2018، يبرز دور فهمي كرمز للالتزام بالقيم الإنسانية من خلال الأفلام. يقدم المهرجان هذا العام أكثر من 80 فيلمًا متنوعًا، بما في ذلك الأفلام الروائية والوثائقية، جميعها مختارة لقيمتها الفنية والإنسانية، مع جوائز تزيد قيمتها عن 230,000 دولار، بالإضافة إلى جوائز خاصة مثل جائزة الجمهور لسينما من أجل الإنسانية وجائزة نجمة الجونة الخضراء التي تركز على قضايا البيئة والتوعية. يعد المهرجان منصة رائدة في الشرق الأوسط لتعزيز الحوار الثقافي عبر السينما، مما يجعله مكانًا مثاليًا لمثل حديث فهمي. من خلال مشاركته، يؤكد الفنان على أن السينما ليست مجرد فن، بل أداة فعالة لدعم القضايا الإنسانية، مثل السلام والعدالة، ويدعو إلى استمرارية هذا الدور في العمل الإنساني. هذا الاقتران بين الفن والإنسانية يعكس كيف يمكن للأفلام أن تكون قوة محركة للتغيير، حيث يرى فهمي أن كل فيلم يحمل إمكانية نقل رسالة تعزز الرحمة والتضامن العالمي. في النهاية، يظل حديث فهمي دعوة لجميع الفنانين ليكونوا صوتهم الحقيقي في مواجهة الظلم، مما يجعل مهرجان الجونة نموذجًا لكيفية دمج الفن مع القضايا الإنسانية على المستوى العالمي.

تعليقات