Zayed Museum: Immersed in the Homeland’s Sounds and Scents

متحف زايد ينتظر الزوار بأصوات الوطن وروائحه

في قلب أبو ظبي، المدينة التي تعانق رموز التاريخ والحداثة، يقف متحف زايد الوطني كرمز حي لإرث الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الإمارات العربية المتحدة. هذا الصرح الثقافي الرائع لا يقتصر على عرض الكنوز التاريخية والفنية، بل يدخل الزوار في تجربة غامرة تلامس حواسهم، حيث ينتظرهم بأصوات الوطن النابضة بالحياة وروائح التراث المعطرة. إنه دعوة لرحلة تاريخية تتجاوز حدود المعارض التقليدية، لتغمر الزائر في عالم يجمع بين الماضي والحاضر بطريقة إبداعية.

يُعتبر متحف زايد، الذي تم افتتاحه في عام 2015، جزءًا من مشروع “سعديات” الثقافي في أبو ظبي، وهو جزء من رؤية الإمارات لتعزيز السياحة الثقافية والتعليمية. المتحف مخصص لسيرة الشيخ زايد وتطور الإمارات من مجتمع بدوي تقليدي إلى قوة عالمية. يضم المتحف مجموعة تغني بالمقتنيات التاريخية، مثل الآثار القديمة، والصور التاريخية، والمعروضات المتفاعلة التي تستخدم التكنولوجيا الحديثة. لكن ما يميزه حقًا هو التركيز على الجوانب الحسية، حيث يستخدم المصممون تقنيات متقدمة لإعادة إحياء أصوات وروائح الإمارات المتنوعة، مما يجعل الزيارة تجربة شخصية ومؤثرة.

تأتي أصوات الوطن كعنصر أساسي في المتحف، حيث يغمر الزوار في صوتيات تعكس روح الإمارات. في بعض المعارض، يسمع الزائر وقع حوافر الإبل في الصحراء الواسعة، أو دعوة المؤذن للصلاة من المآذن التقليدية، أو ألحان الشعراء الشعبيين في المجالس الثقافية. هذه الأصوات، المسجلة بدقة عالية، لا تقتصر على الخلفية الصوتية، بل تكون جزءًا من تجارب تفاعلية، حيث يمكن للزائر “التواصل” معها عبر أجهزة صوتية متطورة. على سبيل المثال، في قسم يتناول تاريخ الاستقلال، يسمع الزائر خطابات الشيخ زايد نفسها، مما يعزز الشعور بالانتماء والفخر الوطني. هذه العناصر الصوتية تحول المتحف إلى حلبة حية، حيث يشعر الزائر وكأنه يعيش أحداث الماضي في اللحظة الراهنة.

أما روائح الوطن، فتأخذ الزائر في رحلة عطرية تذكر بالتراث الإماراتي. يستخدم المتحف تقنيات التصميم الحسي لنشر روائح طبيعية، مثل عبير التوابل في أسواق الإمارات التقليدية، أو رائحة الزعفران واللبان في المنازل البدوية، أو حتى رائحة الرمال بعد المطر في المناطق الجنوبية. في معرض خاص يتناول الحياة اليومية في الإمارات القديمة، يشعر الزائر بروائح الطعام التقليدي مثل المندي أو الحلويات الإماراتية، مما يثير الذكريات ويجعل التعلم تجربة حية. هذه الروائح ليست عشوائية، بل هي مدروسة بعناية لتعزز الرواية الثقافية، حيث تساعد في نقل الزائر إلى عصور مفقودة وتأكيد هوية الوطن.

في النهاية، يجمع متحف زايد بين التكنولوجيا المتقدمة والتراث الثقافي ليوفر تجربة كاملة للزوار. هذه الجوانب الحسية لا ترفع من قيمة الزيارة فحسب، بل تعزز الوعي بالإرث الإماراتي، خاصة بين الشباب والسياح. إذا كنت تبحث عن رحلة تاريخية غير تقليدية، فإن متحف زايد ينتظرك بأصوات الوطن النابضة وروائحه العطرة، ليذكرك بأن الثقافة ليست مجرد معرض، بل هي تجربة تعيش في كل حاسة. زوروا المتحف اليوم، ودعوا حواسكم تروي لكم قصة الإمارات.