في أعقاب الاحتجاجات المعروفة بـ”جيل زد” في المغرب، انتشر مقطع فيديو يبدو أنه يسجل فتاة تقدم انتقادات قاسية للملك محمد السادس، مع الإشادة بالرئيس الجزائري عبد المجيد تبون. هذا الفيديو، الذي حصد مئات الآلاف من المشاهدات عبر منصات التواصل الاجتماعي، يصور الفتاة وهي تقف وسط حشد يحمل أعلام المغرب ولافتات، وكأنها تتحدث إلى وسائل إعلامية. ومع ذلك، فإن هذا المحتوى لم يكن سوى محاولة مضللة للتشويش، حيث تم الكشف عن أن الفيديو مجرد إنتاج صناعي يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي.
كشف الفيديو الزائف
أظهر تحليل دقيق لهذا الفيديو أنه غير حقيقي تمامًا، مع وجود مؤشرات واضحة تشير إلى عمله المصطنع. على سبيل المثال، تظهر الحروف العربية في العناصر مثل اللافتات والميكروفونات بشكل معكوس أو غير مفهوم، مما يدل على أن الإنتاج لم يتم بعناية كافية. كما لوحظ تغيرات غير منطقية في خلفية الفيديو، حيث تظهر المباني تتغير فجأة في الثواني الأخيرة، وهو ما يثير الشكوك حول مصداقيته. بالإضافة إلى ذلك، لاحظ بعض المستخدمين أن اللهجة المستخدمة في كلام الفتاة ليست مغربية خالصة، بل تبدو مصطنعة أو مستمدة من مصادر أخرى.
دلائل على المحتوى المضلل
تعزز الأدوات التقنية من قناعة بأن الفيديو مزيف، حيث أكدت أداة “Deepfake-o-Meter” أن المحتوى تم توليده بواسطة الذكاء الاصطناعي. كما كشف تحليل الطيف الصوتي باستخدام أداة “Wavacity” عن غياب التوقفات الطبيعية في الكلام، مما يشير إلى أنه لم يكن حوارًا حقيقيًا. هذا الفيديو ظهر أول مرة على تطبيق تيك توك من حساب يرتبط بالعلم الجزائري، ويبدو أن صاحبه ينشر محتوى مشابه يستهدف المغرب بشكل متكرر. سرعان ما انتقل الفيديو إلى منصات أخرى مثل إكس وفيسبوك وإنستغرام، مما يعكس كيف يمكن للمعلومات المضللة أن تنتشر بسرعة كبيرة. في ظل هذه التطورات، يبرز أهمية التحقق من المصادر قبل مشاركة أي محتوى، خاصة في سياق التوترات السياسية والاجتماعية. يجب على المستخدمين أن يتحدوا ضد مثل هذه الحملات التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار من خلال الإعلام المضلل، مع الاعتماد على أدوات التحقق للكشف عن الحقيقة. في النهاية، يذكرنا هذا الحادث بأن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون سلاحًا ذا حدين، يستخدم للخير أو للشر، وأن الوعي هو الدرع الأقوى ضد الانتشار المضلل للمعلومات.
تعليقات