المندلاوي والشيخ الخزعلي يشددان على ضرورة بيئة مستقرة لضمان انتخابات نزيهة

أكد محسن المندلاوي، النائب الأول لرئيس مجلس النواب، والشيخ قيس الخزعلي، الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق، على أهمية بناء بيئة مستقرة لضمان سير عملية الانتخابات البرلمانية المقبلة بكل نزاهة وشفافية. خلال لقائهما، بحثا أبرز القضايا الوطنية، بما في ذلك التحديات السياسية، والأمنية، والخدمية التي تواجه العراق، مع التركيز على تعزيز الجهود المشتركة لتحقيق استقرار شامل. هذا اللقاء يعكس التزام القيادات السياسية بتعزيز الوحدة الوطنية ومواجهة التحديات من خلال حوار بناء، حيث شددا على أن المرحلة الحالية تتطلب تضافر الجهود بين المؤسسات والقوى السياسية لمعالجة المشكلات اليومية التي تؤثر على حياة المواطنين، مثل الخدمات الأساسية والقضايا المعيشية، بهدف بناء دولة قوية تعكس تطلعات شعبها.

ضمان الانتخابات النزيهة

يبرز هذا اللقاء أهمية إيجاد توافق وطني لتجنب أي توتر قد يهدد الاستقرار، مع التركيز على الحفاظ على المسار الديمقراطي. المندلاوي والخزعلي أكدا أن العراق يقترب من مرحلة حاسمة مع الانتخابات البرلمانية، التي تمثل فرصة لتعزيز الممارسات الديمقراطية وتعزيز التداول السلمي للسلطة بناءً على إرادة الشعب. هذا الاجتماع لم يكن مجرد نقاش روتيني، بل جاء كرد فعل للواقع السياسي المتقلب، حيث ناقشا كيفية تعزيز التنسيق بين الأطراف المعنية لمواجهة التحديات الخارجية والداخلية، مثل الضغوط الإقليمية والقضايا الاقتصادية التي تؤثر على الاستقرار الاجتماعي.

تعزيز الاستقرار الديمقراطي

في سياق تعزيز الممارسات الديمقراطية، شددا الجانبان على أن المفاوضات السياسية الحالية تتطلب رؤية موحدة تجعل من الاستقرار أولوية قصوى. الخزعلي ركز على أن الانتخابات النيابية القادمة لن تكون مجرد حدث انتخابي، بل خطوة أساسية نحو إعادة بناء الثقة بين الحكومة والشعب، من خلال ضمان عملية شفافة تمنع التدخلات الخارجية وتعزز المشاركة الشعبية. من جانبه، أوضح المندلاوي أن التركيز على توفير بيئة آمنة يجب أن يشمل تحسين الخدمات العامة، مثل الكهرباء والمياه والصحة، لأن هذه العناصر تؤثر مباشرة على حياة المواطنين وتدعمهم للمشاركة في العملية الانتخابية. هذا النهج يعكس فهمًا عميقًا للروابط بين الاستقرار الأمني والتطور الاقتصادي، حيث أكدا أن أي تجاذبات سياسية داخلية قد تعيق التقدم نحو مجتمع أكثر عدلاً واستدامة.

بالإضافة إلى ذلك، تناول اللقاء جوانب أخرى من الواقع الوطني، مثل تعزيز الجهود لمكافحة الفساد ودعم السياسات التي تعزز الوحدة الاجتماعية، مع الإشارة إلى أهمية الحوار المستمر بين القوى السياسية لتجنب أي صراعات قد تؤثر على الانتخابات. يرى المندلاوي والخزعلي أن الاستقرار لا يقتصر على الأمن فحسب، بل يمتد إلى تحسين الوضع الاقتصادي من خلال جذب الاستثمارات ودعم المشاريع التنموية، مما يساهم في خفض معدلات البطالة وزيادة الفرص الوظيفية. هذه الرؤية الشاملة تأتي في وقت يواجه فيه العراق تحديات متنوعة، بما في ذلك الضغوط الخارجية والتغيرات الدولية، لذا يجب أن تكون الجهود المشتركة مبنية على أسس وطنية خالصة، تغلب المصلحة العامة على الأجندات الشخصية أو الفريقية.

في الختام، يمثل هذا الاجتماع خطوة نحو بناء مستقبل أفضل للعراق، حيث يؤكد المندلاوي والخزعلي على أن الانتخابات النزيهة هي مفتاح لتحقيق الاستقرار الدائم والتنمية المستدامة. من خلال التعاون الفعال بين القيادات السياسية، يمكن للبلاد أن تتجاوز تحدياتها وتعزز دورها الإقليمي كدولة ديمقراطية قوية، مع الاستمرار في بناء جسور الثقة مع الشعب العراقي، الذي يطمح إلى حياة أفضل وأكثر أمنًا. هذا النهج يعزز من قيم الديمقراطية والتعاون، ويفتح آفاقًا جديدة للإصلاحات الوطنية التي تركز على تحسين جودة الحياة وتعزيز الاستقرار على المدى الطويل.