علاء مبارك يثير جدلاً واسعاً برد قاطع يؤكد فيه أن “الأولوية لأهلنا في مصر”، رداً على دعوة للتبرع لغزة.

أشعل علاء مبارك، نجل الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، جدلا واسعا بعد انتقاده لدعوة الإعلامي عمرو أديب بضرورة التبرع لإعادة إعمار قطاع غزة وضمان دعم أهله. كان أديب، خلال برنامجه “الحكاية” على قناة “إم بي سي مصر”، يؤكد أن التبرع أمر ملزم أخلاقيا، معتبرا أنه “في رقبتك ليوم الدين”، وذلك في سياق دعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للمساهمة في جهود الإغاثة.

رد علاء مبارك على دعوة التبرع لغزة

في تفاعل مباشر، رد علاء مبارك عبر حسابه على منصة “إكس”، مطالبًا بإعادة النظر في الأولويات، معتبرًا أن التبرع ليس قرارا عفويا، بل يجب أن يأخذ بعين الاعتبار الظروف الاقتصادية الصعبة في مصر. قال مبارك إن دعوة أديب تبدو جذابة، لكنه سأل: “طيب ما تتبرع أنت بنفسك؟ غزة وأهلها على رؤوسنا”. وأضاف بلهجة تحمل الكثير من التشكيك، متسائلا عن آليات ضمان عدم تكرار الأزمات، حيث يعود تدمير البنية التحتية في غزة إلى عمليات مسلحة، ثم تطالب حركة حماس بجمع التبرعات لإعادة البناء مرة أخرى.

وفي فقراته التالية، شرح مبارك سيناريو تكرر على مدار السنوات، موضحا كيف تم جمع المليارات لإعادة الإعمار دون نتائج ملموسة، قائلا: “فكم من المليارات جمعتها حماس وتم إهدارها بحجة إعادة إعمار غزة؟”. هو دعا قيادات حماس وأثرياء فلسطين إلى التبرع أولا من أموالهم الطائلة ليكونوا قدوة، مشددا على أن مصر تواجه أزمات داخلية تتطلب الأولوية، مثل حالات الفقر والحاجة الملحة في البلاد. كما أكد أن التبرعات المصرية يجب أن تكون موجهة أولا للمحتاجين داخل مصر، في ظل الظروف الاقتصادية الحالية التي تجعل مثل هذه الدعوات غير واقعية.

دعم إعادة بناء قطاع غزة

أما دعوة الرئيس السيسي، فقد جاءت خلال الندوة الثقافية الـ42 للقوات المسلحة، حيث طالب المصريين بالمساهمة في جهود إعادة الإعمار، وكلف رئيس الوزراء مصطفى مدبولي بالتنسيق مع المؤسسات المدنية لإنشاء آلية وطنية لجمع التبرعات. هذه الدعوة أثارت تفاعلات واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث انقسم المستخدمون بين مؤيد ومعارض، مع التركيز على كلمات علاء مبارك كمحور للنقاش. بعض المتابعين رأوا في كلامه تحذيرا من إهدار الموارد، بينما آخرون اعتبروه تجاهلا للروابط الإنسانية مع غزة.

وفيما يتعلق بالتفاعلات، أكد بعض المنشورات أن دعم إعادة بناء قطاع غزة يجب أن يأخذ شكلا منظما يضمن الشفافية، لتجنب تكرار الاحتيال أو الفساد في استخدام الأموال. مبارك نفسه استمر في منشوراته بالتأكيد على ضرورة أن تكون الجهود الخيرية مبنية على معايير عادلة، حيث قال إن “الأولوية للمحتاجين في الداخل، ثم دعم الخارج بشكل محسوب”. هذا الجدل يعكس صراعا أكبر في الرأي العام المصري حول كيفية التعامل مع الأزمات الإقليمية في ظل التحديات الداخلية، ويبرز أهمية وضع آليات واضحة للتبرعات لضمان استدامتها وفعاليتها.

بالعودة إلى جوهر الموضوع، فإن رد فعل علاء مبارك لم يقتصر على النقد فحسب، بل شكل دعوة لإعادة تقييم السياسات الخيرية، مؤكدا أن الاستجابة العاطفية لمثل هذه الدعوات يجب أن تكون مدعومة بتخطيط استراتيجي. في الختام، يظل السؤال قائما حول كيفية توازن بين التضامن الإنساني مع غزة والحاجة إلى دعم المجتمع المحلي في مصر، في ظل اقتصاد متردي يفرض قيودا شديدة. هذا الجدل يفتح الباب لمناقشات أوسع حول دور الفلسطينيين والقادة في تحمل مسؤوليتهم، مما يدفع نحو حلول أكثر شمولية وفعالية لمستقبل المنطقة بأكملها.