أصدرت مؤسسة رؤية لعلوم الفضاء، بالتعاون مع المركز الوطني للأرصاد الجوية في ليبيا، تقريرًا شاملاً يرصد كميات الأمطار التي هطلت خلال الـ24 ساعة الممتدة من الساعة 08:00 صباح يوم الأحد وحتى نفس الساعة في صباح الإثنين. يبرز هذا التقرير تفاوتًا واضحًا في معدلات الهطول بين المناطق الساحلية والداخلية، مما يعكس تأثير العوامل الجغرافية والمناخية على توزيع المطر في البلاد. على سبيل المثال، شهدت المناطق الساحلية الغربية هطولًا أكبر مقارنة بالمناطق الوسطى أو الجنوبية، حيث تتراوح الكميات من أقل من ملم واحد في بعض المناطق إلى أكثر من 20 ملم في مناطق أخرى. هذا التقرير يساعد في فهم الظروف الجوية الحالية وتوقع تأثيراتها على الزراعة، المياه، والحياة اليومية في ليبيا.
كميات الأمطار المسجلة في ليبيا
يظهر التقرير تفاصيل دقيقة حول كميات الأمطار في مختلف المحطات الليبية، مع التركيز على الاختلافات بين المناطق. في الساحل الغربي، مثلًا، سجلت محطات مثل الطويلة في صبراتة أعلى كميات بلغت 19 ملم، بينما بلغت في زوارة 13 ملم حسب بيانات مؤسسة رؤية. هذا التفاوت يعود جزئيًا إلى تأثير البحر الأبيض المتوسط، الذي يزيد من رطوبة الهواء ويزيد من كثافة الأمطار في تلك المناطق. أما في المناطق الوسطى وكالخمس، فقد كانت الكميات أقل، حيث لم تتجاوز في بعض المحطات 9 ملم، مما يشير إلى جفاف نسبي مقارنة بالساحل. كما أن بعض المناطق الجبلية، مثل غريان، شهدت هطولات ضعيفة جدًا، لم تتجاوز 0.4 ملم، بينما في ترهونة وصلت إلى 21 ملم في بعض النقاط. هذه البيانات تعكس كيفية تأثر ليبيا بالأنماط الجوية العابرة، وتساعد في تخطيط الإجراءات الوقائية ضد الفيضانات أو الجفاف.
تفاوت معدلات الهطول في المناطق
يعكس هذا التفاوت في معدلات الهطول صورة أوسع عن التنوع المناخي في ليبيا، حيث يُعتبر الهطول المطري عاملًا حاسمًا في توازن الموارد الطبيعية. في المناطق الساحلية مثل العجيلات وزليتن، بلغت كميات الأمطار حوالي 18.4 ملم و4 ملم على التوالي، مما يدل على أن الساحل يتلقى دعمًا أكبر من الأمطار مقارنة بالداخل. هذا التباين يؤثر مباشرة على الزراعة، إذ يمكن أن يؤدي إلى زيادة الإنتاج في المناطق ذات الهطول الكافي، بينما يعزز من خطر الجفاف في المناطق الأقل. على سبيل المثال، في مصراتة سجلت الكميات أقل من 0.1 ملم، مما يشير إلى نقص شديد قد يتطلب تدخلات اصطناعية لتعويضه. كما أن المناطق الجبلية، مثل نالوت ويفرن، شهدت هطولات متفاوتة بين 4 ملم و8 ملم، وهو ما يعزز من أهمية مراقبة الأرصاد للتنبؤ بتغيرات المطر. في الختام، يؤكد هذا التقرير أن فهم تفاوت الهطول يساعد في بناء استراتيجيات مستدامة لمواجهة التحديات البيئية في ليبيا، مع الاستفادة من البيانات لتحسين الإدارة المائية والزراعية على المدى الطويل. كما أن هذه المعلومات تشجع على تعزيز التعاون بين المؤسسات لتحديث التقارير المستقبلية، مما يضمن حماية المجتمعات من آثار التقلبات الجوية.
تعليقات