متحف زايد الوطني: رحلة حسية تجسّد روح الإمارات وتراثها

متحف زايد الوطني: تجربة حواسية متعددة تجسد روح الإمارات وتراثها

بواسطة موقع 24 – 15 أكتوبر 2023

في قلب أبو ظبي، يقف متحف زايد الوطني كرمز حيوي لتاريخ الإمارات العربية المتحدة، حيث يجسد روح الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الدولة، ويروي قصة تطور الإمارات من البادية الشاسعة إلى قوة عالمية حديثة. يتميز المتحف بتجربة حواسية متعددة تجمع بين التقنيات الحديثة والتراث الثقافي، مما يجعل الزيارة ليس مجرد مشاهدة، بل رحلة تغني الحواس وتحيي الروح الإماراتية. في هذا التقرير، نستكشف كيف يقدم المتحف هذه التجربة الفريدة التي تجمع بين التراث والابتكار.

رحلة حواسية تغني الروح الإماراتية

يُعد متحف زايد الوطني، الذي افتتح في عام 2019، أكثر من مجرد معرض تاريخي؛ إنه تجربة شاملة تثير كل الحواس لتعكس جوهر الإمارات. منذ اللحظة الأولى، يستقبل الزوار بعناصر بصرية آسرة، مثل الإضاءة الديناميكية التي تُحاكي ألوان الصحراء المتقلبة، وأصوات تبدو كأنها صدى رياح البادية أو أغاني الشعوب القديمة. هذه العناصر ليست عشوائية، بل مصممة بعناية لتجسد الروح الإماراتية، التي تتمثل في الصمود، التقاليد، والتطور.

في قلب المتحف، يتواجد معرض “رحلة الشيخ زايد”، حيث يستخدم المتحف تقنيات الواقع الافتراضي والتفاعلية ليسمح للزوار بالشعور بالتراث بشكل مباشر. تخيل لمس نسيج الكوخ البدوي التقليدي بينما تسمع أصوات الإبل في الصحراء، أو شم رائحة التوابل التي كانت جزءًا من تجارة الإمارات القديمة. هذه التجربة المتعددة الحواس تصل إلى الحواس الخمس – البصر، السمع، اللمس، الشم، وحتى الذوق في بعض الأقسام – لتحول الزيارة إلى قصة حية.

كيف يجسد المتحف التراث الإماراتي؟

يتميز المتحف بقدرته على دمج التراث التقليدي مع الابتكار الحديث، مما يعكس الروح الإماراتية في التكيف والنمو. على سبيل المثال، يحتوي قسم “البادية والماء” على معارض تفاعلية تُظهر كيف كان أجداد الإماراتيين يعتمدون على مياه الينابيع والممرات التجارية، مع استخدام تقنيات الواقع المعزز لإعادة إحياء هذه القصص. الزوار يمكنهم “السير” في الصحراء الافتراضية، حيث يشعرون برملها تحت أقدامهم ويسمعون صوت الرياح، مما يجسد الروح البدوية القوية والصبرية التي شكلت هوية الإمارات.

كما يسلط المتحف الضوء على التراث الثقافي من خلال معارض فنية وتاريخية، مثل تلك المتعلقة بتاريخ الغوص واللؤلؤ في الخليج، حيث تستخدم تقنيات الصوت المحيطي لنقل الزوار إلى أعماق البحر. هذه العناصر لا تقتصر على الترفيه، بل تُعزز التعليم، حيث تساعد في نقل قيم الشيخ زايد مثل الوحدة الوطنية والاستدامة إلى الأجيال الشابة. في ظل التحديثات الأخيرة، أضاف المتحف تجارب جديدة مثل ورش العمل التفاعلية، حيث يشارك الزوار في إعادة إنتاج التراث، مما يجعل الزيارة شخصية ومشاركة.

تأثير التجربة المتعددة الحواس على الزوار

لا تقتصر تجربة متحف زايد الوطني على المتعة الفردية، بل تمتد لتعزيز الوعي الوطني. الزوار، سواء كانوا من الإماراتيين أو السياح، يخرجون بفهم أعمق لكيفية تشكيل التراث الإماراتي للمستقبل. كما أن هذا النهج يساهم في جذب ملايين الزوار سنويًا، حيث حصل المتحف على جوائز دولية لابتكاره في تقديم المعارض الحواسية.

في ختام هذا الاستكشاف، يظل متحف زايد الوطني نموذجًا لكيف يمكن للثقافة أن تتفاعل مع التكنولوجيا للحفاظ على التراث. إذا كنت في أبو ظبي، فإن زيارة هذا المتحف ليست اختيارًا، بل ضرورة لفهم روح الإمارات الحقيقية. لذا، دع الحواس تتحدث: زر المتحف واستمتع برحلة تجمع بين الماضي والحاضر في قلب الإمارات.

موقع 24: تغطية شاملة للأحداث الثقافية والوطنية في الإمارات العربية المتحدة.