حمدان بن زايد: الظفرة للتمور.. دعم مستدام للأمن الغذائي

حمدان بن زايد: «الظفرة للتمور» نموذج لاستدامة الأمن الغذائي

بقلم: صحيفة الخليج – الخليج

أبوظبي – في خطوة تُعزز من جهود الإمارات العربية المتحدة نحو تحقيق الاستقلال الذاتي في مجال الغذاء، أكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، رئيس هيئة التنمية الزراعية في أبوظبي، أن مشروع «الظفرة للتمور» يمثل ركيزة أساسية لتعزيز الأمن الغذائي المستدام. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها سموه خلال زيارة تفقدية لمزارع التمور في منطقة الظفرة، حيث شدد على أهمية الاستثمار في القطاع الزراعي كجزء من استراتيجية الدولة لمواجهة تحديات التغير المناخي والاعتماد على الواردات الخارجية.

خلفية المشروع وأهميته

يُعتبر مشروع «الظفرة للتمور» أحد المبادرات الرائدة في الإمارات، التي تهدف إلى تعزيز إنتاج التمور محليًا في منطقة الظفرة، الغنية بتراثها الزراعي وتاريخها في زراعة نخيل التمور. بدأت فكرة المشروع في السنوات الأخيرة كجزء من خطة واسعة النطاق لتحويل القطاع الزراعي إلى نموذج اقتصادي مستدام، حيث يركز على استخدام التكنولوجيا الحديثة مثل الري بالتنقيط، والزراعة العضوية، لزيادة الإنتاجية مع الحفاظ على الموارد الطبيعية.

وفقًا لأحدث التقارير الصادرة عن هيئة التنمية الزراعية، يساهم مشروع «الظفرة للتمور» في زيادة المساحة المزروعة بنخيل التمور بنسبة تزيد عن 30% خلال السنوات الخمس المقبلة. كما يهدف إلى تعزيز التنوع الزراعي وتطوير سلالات جديدة من التمور مقاومة للجفاف، مما يدعم الأمن الغذائي على المدى الطويل. وقال سموه في تصريحاته: «إن الأمن الغذائي ليس مجرد هدف اقتصادي، بل هو أساس للاستقرار الاجتماعي والتنمية المستدامة، ومشروع الظفرة يجسد روح الابتكار الإماراتي في مواجهة التحديات».

الدور في تحقيق الاستدامة

في ظل الاعتماد الواسع للإمارات على الواردات الغذائية، يُعد مشروع «الظفرة للتمور» خطوة حاسمة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي. يركز المشروع على عدة جوانب، منها:

  • الاستدامة البيئية: باستخدام تقنيات الزراعة الحديثة، يقلل المشروع من استهلاك المياه بنسبة كبيرة، مما يساعد في الحفاظ على الموارد المائية في منطقة صحراوية مثل الظفرة. ويشمل ذلك تطبيق نظم الرى الذكية والطاقة الشمسية لتشغيل المزارع.

  • الدعم الاقتصادي: يوفر المشروع فرص عمل للمواطنين والمقيمين في المنطقة، حيث يشمل تدريبات مهنية في مجال الزراعة الحديثة. كما يعزز الصادرات، إذ أصبحت تمور الإمارات من أفضل المنتجات عالميًا، مما يدعم الاقتصاد الوطني.

  • الأمن الغذائي: مع تزايد الطلب العالمي على الغذاء، يساهم المشروع في تعزيز الاحتياطي الغذائي المحلي. وفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، فإن مثل هذه المبادرات تساهم في خفض الاعتماد على الاستيرادات، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية العالمية المتقلبة.

آراء الخبراء وآفاق المستقبل

أكد خبراء في القطاع الزراعي أن مشروع «الظفرة للتمور» يمثل نموذجًا يمكن تكراره في مناطق أخرى من الإمارات. قال الدكتور أحمد العلي، خبير في الزراعة المستدامة: «هذا المشروع ليس مجرد استثمار في التمور، بل في مستقبل الأجيال، حيث يجمع بين التراث والتكنولوجيا لضمان أمن غذائي مستدام».

وفي الختام، أعلن سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان أن الإمارات ملتزمة بتعزيز مثل هذه المبادرات، مع التعاون الدولي لتبادل الخبرات. وأضاف: «نحن في الإمارات نؤمن بأن الاستدامة هي مفتاح التقدم، ومشروع الظفرة يعكس عزمنا على بناء مستقبل أكثر أمانًا واستقلالية».

صحيفة الخليج تنشر هذا التقرير ضمن سلسلة تغطياتها لجهود الإمارات في مجال التنمية المستدامة، مع دعمها للمبادرات الوطنية التي تعزز الأمن الغذائي. للمزيد من التفاصيل، يمكن زيارة موقع هيئة التنمية الزراعية في أبوظبي.