وثقت صحيفة المرصد مقطع فيديو يظهر قطيعاً من الأغنام يدور حول بعضها البعض في حركة دائرية مستمرة، مما أثار استغراباً واسعاً بين المتابعين. هذه الظاهرة الغامضة لم تكن حدثاً معزولاً، إذ شهدت حوادث مشابهة في السنوات الماضية في دول مثل الصين والأردن، ولم يتمكن العلماء أو الخبراء حتى الآن من تقديم تفسير واضح لأسبابها. يُعتقد أن هذا السلوك الغريب قد يرتبط بأسباب طبيعية أو بيئية، لكنه أثار جدلاً حول ما إذا كان نتيجة لعوامل خارجية مثل التغيرات الجوية أو تأثيرات كهربائية غير مفهومة. في الفيديو المذكور، يبدو القطيع يتحرك بشكل منسق ومنظم، كأنه يتبع دافعاً خفياً، مما جعل الكثيرين يتساءلون عن الآليات البيولوجية أو السلوكية التي تكمن وراء ذلك.
ظاهرة دوران الأغنام
في سياق هذا الفيديو الذي انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أبرزت صحيفة المرصد كيف أن هذه الظاهرة قد تكون مرتبطة بأنماط سلوكية غير معتادة في الحيوانات. وفقاً للتقارير، تم تسجيل حوادث مشابهة في الصين قبل سنوات، حيث دُرست تحركات قطيع كامل بطريقة دائرية لساعات، وفي الأردن أيضاً، حيث لم يصل الباحثون إلى تفسير شافٍ. هذا السلوك قد يعكس تأثيرات بيئية مثل التغيرات في المجال المغناطيسي الأرضي أو حتى تأثيرات مناخية، لكنه يظل لغزاً يحتاج إلى مزيد من الدراسات. بعض المتخصصين يشيرون إلى أن هذه الحركة الدائرية قد تكون علامة على توتر أو اضطراب في نظام التوازن لدى الحيوانات، مما يدفعها إلى الدوران بشكل لا إرادي. ومع انتشار الفيديو، تجمع آلاف المشاهدات، حيث ركزت التعليقات على الجوانب العلمية والطبية المحتملة.
دوار الحيوانات
بالنسبة لأسباب دوار الحيوانات هذا، يقول بعض الخبراء إن هناك احتمالاً كبيراً بأن تكون الظاهرة مرتبطة بأمراض معدية تؤثر على توازن الأغنام. على سبيل المثال، أشار مغردون ومحللون إلى أن “مرض الدوران” قد يكون السبب الرئيسي، حيث يوصف هذا المرض بأنه عدوى سريعة الانتشار تسبب اضطراباً في الجهاز العصبي للحيوانات. وفقاً لتعليقات عبر وسائل التواصل، مثل تلك التي نشرها عوض المالكي، يُعتبر هذا المرض معدياً ويمكن أن ينتشر بسرعة داخل القطيع، مما يدفع الأغنام إلى الدوران حول نفسها بشكل مستمر. كما أكد آخرون أن “داء بكتيريا الليسيتيريا”، المعروف أيضاً باسم مرض التهاب السحايا لدى الحيوانات، قد يكون المسبب الرئيسي، حيث يؤدي إلى أعراض مثل فقدان التوازن والدوران غير المنضبط. هذه الأمراض البكتيرية غالباً ما تنتقل من خلال الماء الملوث أو الأعلاف، ويمكن أن تكون خطيرة إذا لم تتم معالجتها بسرعة. في الواقع، يُشير الخبراء إلى أن هذه الحالات قد تزيد من خطر فقدان الحيوانات أو تأثر إنتاجيتها، مما يدعو إلى مراقبة دقيقة للقطعان في المناطق المتضررة.
وفي تتمة هذا الموضوع، يبرز السؤال عن كيفية التعامل مع مثل هذه الظواهر في المستقبل. يمكن للباحثين في علم الحيوانات والطب البيطري دراسة هذه الحالات بشكل أعمق لفهم الروابط بين السلوك الحيواني والبيئة. على سبيل المثال، قد تكون هناك حاجة إلى تطوير برامج مراقبة للأمراض المعدية في المزارع، بالإضافة إلى تنفيذ إجراءات وقائية مثل تحسين جودة الأعلاف وتنقية مصادر المياه. كما أن انتشار مثل هذه الفيديوهات يساعد في زيادة الوعي العام، حيث يمكن للمزارعين مشاركة تجاربهم وملاحظاتهم للمساعدة في حل اللغز. في نهاية المطاف، تظل ظاهرة دوران الأغنام تذكيراً بتعقيدات عالم الحيوانات، وتشجيعاً على مزيد من البحوث لضمان صحة هذه الكائنات الأساسية في الاقتصاد الزراعي. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون من المهم استكشاف الجوانب النفسية، مثل تأثير الإجهاد أو التغيرات الاجتماعية داخل القطيع، كعوامل محتملة تسهم في هذا السلوك. ومع ذلك، يجب على الجميع أن يتجنبوا الاستنتاجات السريعة، ويعتمدوا على البيانات العلمية لفهم هذه الظواهر بشكل أفضل، مما يساعد في منع انتشار أي أمراض محتملة وتعزيز صحة الحيوانات في المستقبل.
تعليقات