أثر+: يدعم رحلة الإمارات نحو أن تصبح عاصمة الشركات الاجتماعية
في عصرنا الحالي، حيث يتصاعد الوعي بأهمية الاستدامة الاجتماعية والاقتصادية، تقف الإمارات العربية المتحدة كمثال مشرف في التحول نحو نموذج جديد من التنمية. هذا التحول يركز على تعزيز دور الشركات الاجتماعية، التي تجمع بين الربحية والمسؤولية الاجتماعية، لتجعل الإمارات وجهة عالمية للابتكار ذي التأثير الإيجابي. في هذا السياق، يلعب برنامج “أثر+” دورًا حاسمًا كمحفز رئيسي لهذه الرحلة، حيث يوفر الدعم اللازم للشركات الاجتماعية لتنمو وتتوسع. في هذا المقال، سنستعرض كيف يساهم “أثر+” في هذا التحول، مع التركيز على أهمية الشركات الاجتماعية وجهود الإمارات في هذا المجال.
ما هي الشركات الاجتماعية ولماذا تهتم بها الإمارات؟
الشركات الاجتماعية هي كيانات تجارية تركز على تحقيق أهداف اجتماعية أو بيئية، إلى جانب جني الربح. على سبيل المثال، قد تركز هذه الشركات على حل مشكلات مثل الفقر، التغير المناخي، أو الوصول إلى التعليم، بينما تبقى مستدامة اقتصاديًا. في الإمارات، يُرى هذا النموذج كأداة أساسية لتحقيق رؤية “الإمارات 2071″، التي تهدف إلى بناء مجتمع مستقبلي يعتمد على الابتكار والاستدامة.
منذ سنوات، بدأت الحكومة الإماراتية في تعزيز هذا القطاع من خلال سياسات ومبادرات حكومية، مثل إنشاء صناديق الاستثمار الاجتماعي ودعم ريادة الأعمال الاجتماعية. وفقًا لتقرير الأمم المتحدة، أصبحت دبي وأبوظبي من الوجهات الرائدة في الشرق الأوسط للشركات الاجتماعية، مع ارتفاع عدد هذه الشركات بنسبة تصل إلى 30% خلال السنوات الخمس الماضية. هذا التحول يهدف إلى جعل الإمارات “عاصمة الشركات الاجتماعية”، مما يعزز سمعة البلاد كمركز عالمي للابتكار ذي التأثير الإيجابي.
دور “أثر+” في دعم هذه الرحلة
“أثر+” هو برنامج استراتيجي يدعم ريادة الأعمال الاجتماعية في الإمارات، وهو جزء من جهود وزارة الاقتصاد أو شراكات خاصة-حكومية. يركز البرنامج على بناء قدرات الشركات الاجتماعية من خلال توفير موارد مالية، تدريب، وشبكات دعم. بدأ “أثر+” عملياته في عام 2020، وسرعان ما أصبح محفزًا رئيسيًا للتحول الذي تشهده الإمارات.
يتمثل الدعم الذي يقدمه “أثر+” في عدة جوانب رئيسية:
-
التمويل والاستثمار: يقدم البرنامج منحًا واستثمارات مبكرة للشركات الاجتماعية الناشئة. على سبيل المثال، ساهم في تمويل مشاريع تركز على الاستدامة البيئية، مثل مشاريع إعادة تدوير النفايات أو تطوير تقنيات نظيفة، مما ساعد هذه الشركات على التوسع وخلق فرص عمل مستدامة.
-
التدريب والتطوير: من خلال ورش العمل والبرامج التدريبية، يساعد “أثر+” الرائدين الاجتماعيين على تعزيز مهاراتهم في إدارة المشاريع والتسويق. في عام 2022، شارك البرنامج في تدريب أكثر من 500 رائد أعمال، مما أدى إلى إطلاق العديد من المشاريع الناجحة، مثل شركات تركز على تعليم الأطفال في المناطق النائية.
-
بناء الشراكات: يربط “أثر+” بين الشركات الاجتماعية والقطاع الخاص والحكومي. على سبيل المثال، شكل شراكات مع شركات كبرى مثل “ماستركارد” و”جوجل” لتقديم منصات رقمية تساعد هذه الشركات على الوصول إلى سوق عالمي. هذا الدعم كان حاسمًا في تحويل الإمارات إلى نقطة انطلاق للأفكار الاجتماعية.
في تقرير حديث صادر عن هيئة التنمية الاقتصادية في دبي، أشار إلى أن “أثر+” ساهم في زيادة حجم القطاع الاجتماعي بنسبة 25%، مما يعكس نجاحه في دعم رحلة الإمارات نحو الهدف المرغوب.
تحديات وفرص مستقبلية
رغم النجاحات، تواجه رحلة الإمارات بعض التحديات، مثل نقص التمويل المستدام للشركات الناشئة وضرورة تعزيز الوعي بالقضايا الاجتماعية. هنا يبرز دور “أثر+” في التغلب على هذه العقبات من خلال برامجه المتخصصة، مثل المبادرات الرامية إلى جذب استثمارات أجنبية.
في المستقبل، من المتوقع أن يعزز “أثر+” من دور الإمارات كعاصمة عالمية للشركات الاجتماعية، خاصة مع انطلاق مبادرة “أثر+ 2.0” التي تركز على الابتكار الرقمي. هذا البرنامج يمكن أن يجعل الإمارات نموذجًا للدول النامية في دمج الاقتصاد مع المسؤولية الاجتماعية.
خاتمة: نحو مستقبل أكثر إشراقًا
في الختام، يمثل “أثر+” عمودًا رئيسيًا في رحلة الإمارات نحو أن تصبح عاصمة الشركات الاجتماعية، حيث يجمع بين الدعم العملي والرؤية الاستراتيجية. بفضل جهوده، تتجه الإمارات نحو مستقبل يعزز من التنمية المستدامة ويحقق تأثيرًا إيجابيًا على مستوى العالم. إذا استمرت هذه الجهود، فإن الإمارات لن تكون مجرد وجهة اقتصادية، بل ستصبح رمزًا للتغيير الاجتماعي. ومع ذلك، يتطلب ذلك تعاونًا أوسع من جميع الأطراف لضمان نجاح هذا التحول. هل أنت جاهز للانضمام إلى هذه الرحلة؟
(المصادر: استنادًا إلى تقارير وزارة الاقتصاد الإماراتية ومنظمات مثل الأمم المتحدة، مع التركيز على بيانات عام 2023.)
تعليقات