ترامب ينتقد احتجاجات “لا للملوك” الموجهة ضده، مؤكداً أن المشاركين ليسوا ممثلين للشعب الأمريكي.

في أحداث سياسية مثيرة، أثار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب جدلا واسعا بسبب انتقاده اللاذع للمظاهرات الضخمة التي شهدتها الولايات المتحدة. هذه الاحتجاجات، التي نظمها مؤيدو حركة “لا للملوك”، عبرت عن معارضة شديدة لسياسات إدارته، وجذبت ملايين المشاركين في مختلف المدن.

انتقاد ترامب للمظاهرات

أعرب ترامب عن رفضه التام لهذه التظاهرات، حيث وصف المشاركين بأنهم “لا يمثلون شعب بلدنا”. وخلال حديثه مع الصحفيين على متن الطائرة الرئاسية، ليلة الأحد، أكد أن الأمر كله “مزحة”، مضيفا أن اللافتات والمشاركات المنظمة ربما تمول من قبل أطراف خارجية مثل الملياردير جورج سوروس وجماعات يسارية متطرفة أخرى. وقال إن هذه الاحتجاجات كانت “صغيرة جدا وغير فعالة”، مشددا على أن الغالبية من المتظاهرين لم يعكسوا آراء الشعب الأمريكي بأكمله. يأتي هذا النقد في سياق متزايد من التوترات السياسية، حيث شهدت البلاد موجات من الاحتجاجات التي عبرت عن مخاوف متعلقة بالسياسات الاقتصادية والاجتماعية لإدارة ترامب.

رفض ترامب للاحتجاجات

وفقا لتقديرات المنظمين، شارك في هذه المسير السبت ما يقرب من سبعة ملايين شخص، بما في ذلك أكثر من مائة ألف في مدينة نيويورك وحدها. انتشرت الفعاليات في المدن الكبرى والمناطق الريفية على حد سواء، حيث ظهرت مجموعات من المتظاهرين في الشوارع المزدحمة، وساحات المدن، وحتى الحدائق العامة في الولايات الحمراء والزرقاء. هذه المشاركة الواسعة تشير إلى عمق الغضب الشعبي تجاه بعض السياسات، خاصة تلك المتعلقة بالاقتصاد، الهجرة، والتغير المناخي. من جانبه، كرر ترامب انتقاداته السابقة لجورج سوروس، الذي يُعتبر رأس حربة في دعم القضايا التقدمية، حيث اتهمه بتمويل هذه الاحتجاجات. وفي حديث سابق في المكتب البيضاوي، أشار ترامب إلى أن سوروس قد يكون “مرشحا محتملا” للتحقيقات، رابطا ذلك بقراراته ضد بعض المسؤولين السابقين.

وفي السياق نفسه، يبدو أن انتقادات ترامب لم تقتصر على هذه الحالة، إذ كان قد اتهم سابقا عددا من الشخصيات السياسية والقضائية بالتآمر ضده. هذا النهج يعكس أسلوب ترامب في التعامل مع المعارضة، الذي غالبا ما ينفي شرعية الاحتجاجات ويتهم خصومه بالمبالغة. ومع ذلك، فإن هذه المظاهرات أبرزت قوة الرأي العام في التأثير على السياسة الأمريكية، حيث دعت إلى تغييرات جذرية في عدة مجالات. على سبيل المثال، في المدن الكبرى مثل واشنطن ولوس أنجلوس، تحولت الاحتجاجات إلى منصات للتعبير عن المطالب الشعبية، مما يؤكد على أهمية الحركات المدنية في تعزيز الديمقراطية. في النهاية، يظل هذا الحدث علامة فارقة في تاريخ الولايات المتحدة، حيث يسلط الضوء على الصراعات الدائمة بين السلطة والمعارضة.