ثلاثة مساجد في الشارقة تحصد لقب “مؤسسة صديقة لكبار السن”
بقلم: [اسم الكاتب أو اسم مجرّد]
في ظل التزام إمارة الشارقة بتعزيز الرعاية الاجتماعية والحفاظ على كرامة كبار السن، أعلنت السلطات المعنية مؤخراً عن منح ثلاثة مساجد في الإمارة لقب “مؤسسة صديقة لكبار السن”. هذا اللقب، الذي يمنحه برنامج وطني متخصص، يعكس الجهود المبذولة لجعل هذه المواقع الدينية والاجتماعية أكثر إدراجاً وسهولة في الوصول للأشخاص الأكبر سناً، مما يعزز من دورهم في المجتمع ويضمن مشاركتهم في الأنشطة اليومية. في هذا التقرير، نستعرض هذه الإنجازات ونبرز كيف أصبحت هذه المساجد نموذجاً يحتذى به في المنطقة.
أهمية اللقب ودوره في الشارقة
قبل الخوض في تفاصيل الجوائز، من المهم فهم ما يعنيه لقب “مؤسسة صديقة لكبار السن”. يشير هذا اللقب إلى أن المؤسسة قد التزمت بمعايير محددة تتعلق بالتصميم المناسب، والخدمات الداعمة، والبرامج الخاصة التي تلبي احتياجات كبار السن. في الشارقة، التي تتميز بتاريخ عريق في رعاية كبار السن، يأتي هذا الإنجاز كخطوة إيجابية تجاه بناء مجتمع شامل يحترم التعدد الجيلي.
يساهم هذا اللقب في تعزيز الصحة النفسية والاجتماعية لكبار السن من خلال تشجيعهم على زيارة المساجد دون عوائق، سواء كانت جسدية أو بيئية. وفقاً لإحصاءات رسمية، يُقدر أن نسبة كبار السن في الإمارات تزيد عن 10% من السكان، مما يجعل مثل هذه المبادرات ضرورية لضمان اندماجهم في الحياة اليومية.
الثلاثة مساجد الفائزة: نموذج للابتكار والرعاية
فازت ثلاثة مساجد بارزة في الشارقة بهذا اللقب، وتم اختيارها بناءً على تقييم شامل شمل التصميم الداخلي، توافر الخدمات الداعمة، والبرامج التربوية. إليك نظرة على كل مسجد:
-
مسجد الشارقة الكبير (جامع الشارقة الأساسي):
يُعتبر هذا المسجد، الذي يقع في قلب الإمارة، أحد أكبر المساجد في المنطقة. فاز باللقب بفضل تحسيناته الشاملة مثل تركيب المنصات المتحركة لتسهيل صعود كبار السن إلى الدرج، وتوفير مقاعد مخصصة مع دعامات للظهر، بالإضافة إلى إضاءة قوية ودلائل بصرية واضحة. كما أقيمت فيه ورش عمل أسبوعية لكبار السن حول القراءة والتأمل، مما يساعد على تعزيز شعورهم بالانتماء. يُذكر أن إدارة المسجد تعاونت مع جمعيات متخصصة في رعاية كبار السن لتطوير هذه الخدمات. -
مسجد الملك فيصل:
يتميز هذا المسجد بتصميمه الحديث الذي يجعله مثالياً للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. من بين السبل التي ساهمت في فوزه باللقب، تركيب أرضيات غير Slip (غير ملساء) لتجنب الحوادث، وتوفير خدمة نقل خاصة لكبار السن من منازلهم إلى المسجد. بالإضافة إلى ذلك، أُدخلت تقنيات مثل السماعات اللاسلكية لتحسين سماع الخطب والأذان لمن يعانون من ضعف السمع. يُشار إلى أن المسجد يقيم فعاليات اجتماعية منتظمة تتضمن مشاركة كبار السن في أنشطة ثقافية، مما يعزز دوره كمركز اجتماعي. -
مسجد الجامعة (جامع الجامعة الإسلامية في الشارقة):
كون هذا المسجد مرتبطاً بمؤسسة تعليمية، فقد ركز على دمج التكنولوجيا مع الرعاية. فاز باللقب بفضل تطبيق تطبيق هاتفي يساعد كبار السن على حجز مواعيد للصلوات أو طلب مساعدة، بالإضافة إلى توفير غرف انتظار مكيفة مع وجبات خفيفة. كما تم تدريب المتطوعين على تقديم الدعم الجسدي والنفسي، مثل مساعدة الأشخاص ذوي القدرات المحدودة في أداء الوضوء. هذه الابتكارات تجعل المسجد نموذجاً للكيفية التي يمكن أن تساهم بها المؤسسات الدينية في تعزيز الصحة العامة للمجتمع.
الفوائد الواسعة لهذا الإنجاز
يساهم منح هذا اللقب في تعزيز سمعة الشارقة كوجهة تتسم بالرحمة والابتكار. على مستوى المجتمع، يشجع هذا النهج على زيادة تفاعل كبار السن مع الأجيال الأصغر سناً، مما يعزز التوازن الاجتماعي ويحافظ على التراث الثقافي. من الناحية الاقتصادية، يمكن أن يؤدي إلى زيادة الاستثمارات في مشاريع مشابهة، كما أنه يعكس التزام الحكومة بأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، خاصة في مجال الصحة والرفاهية.
خاتمة: نحو مستقبل أكثر شمولية
فوز هذه الثلاثة مساجد بلقب “مؤسسة صديقة لكبار السن” ليس مجرد إنجاز فردي، بل خطوة واعدة نحو مجتمع أكثر عدلاً وشاملاً في الشارقة. يدعو هذا الإنجاز جميع المؤسسات الدينية والاجتماعية في الإمارات إلى اتباع هذا النموذج، لضمان أن كبار السن يظلون جزءاً حيوياً من المجتمع. في الختام، يعبر هذا عن قيم الإسلام التي تؤكد على احترام الكبير ومساعدة المحتاج، ويرسم طريقاً مشرقاً لمستقبل أكثر رحمة.
إن كنت ترغب في زيارة هذه المساجد أو التعرف على المزيد من البرامج، يمكنك الاتصال بالجهات المعنية في إمارة الشارقة. فالنجاح الحقيقي يأتي من خلال التعاون المجتمعي لبناء عالم أفضل للجميع.
تعليقات