المملكة تكشف عن رؤيتها الرائدة في حكم الذكاء الاصطناعي والسيادة الرقمية خلال منتدى دولي في إيطاليا.
رؤية المملكة العربية السعودية في حوكمة الذكاء الاصطناعي
في إطار جهودها المستمرة لتعزيز الريادة الرقمية، شاركت المملكة العربية السعودية، ممثلة في الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا”، في فعاليات منتدى حوارات روما المتوسطية “MED Dialogues 2025” الذي أقيم في مدينة نابولي بإيطاليا من 15 إلى 17 أكتوبر. هذا المنتدى، الذي استضافته القصر الملكي (Palazzo Reale)، جمع نخبة من القادة العالميين، المسؤولين، والخبراء من دول متعددة، لمناقشة قضايا حاسمة في عالم التكنولوجيا والتطوير الرقمي. خلال هذه المشاركة، قدمت السعودية رؤيتها المتقدمة التي تركز على بناء حوكمة قوية للذكاء الاصطناعي، مع التركيز على تعزيز السيادة الرقمية كأساس للتنمية المستدامة. هذه الرؤية تُعكس التزام المملكة بتطوير إطار تنظيمي يحمي من مخاطر الذكاء الاصطناعي بينما يدعم الابتكار والنمو الاقتصادي. على سبيل المثال، أبرزت “سدايا” كيف يمكن للحوكمة الفعالة أن تساهم في تأمين البيانات وتعزيز الثقة في التطبيقات الذكية، مما يدعم رؤية 2030 لتحويل السعودية إلى مركز عالمي للتقنية.
يعد هذا الظهور في المنتدى خطوة مهمة في تعزيز الشراكات الدولية، حيث شارك ممثلو السعودية في جلسات نقاشية حول كيفية دمج الذكاء الاصطناعي في القطاعات الحيوية مثل الاقتصاد الرقمي والصحة والتعليم. من خلال هذه الجلسات، تم التأكيد على أهمية تبني معايير عالمية لضمان أن يكون استخدام الذكاء الاصطناعي خاضعاً لقواعد أخلاقية وشفافة. كما أن الرؤية السعودية تشمل استراتيجيات لتدريب الأجيال الشابة على المهارات الرقمية، مما يجعل الذكاء الاصطناعي أداة للتقدم الاجتماعي. هذا النهج يعكس التزام المملكة بتوظيف التكنولوجيا لتحقيق الاستدامة البيئية، مثل استخدام الذكاء الاصطناعي في إدارة الموارد الطبيعية وضمان الكفاءة في استهلاك الطاقة.
تعزيز السيادة الرقمية
يُعتبر تعزيز السيادة الرقمية مرادفاً حقيقياً لحوكمة الذكاء الاصطناعي، حيث يركز على ضمان سيطرة الدول على بياناتها الرقمية وضمان حمايتها من التهديدات الخارجية. في سياق المملكة العربية السعودية، يعني ذلك بناء نظام متكامل يجمع بين الابتكار والأمان، مما يسمح للبلاد بالوصول إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي دون التنازل عن السيادة. على سبيل المثال، عمل “سدايا” على تطوير سياسات تهدف إلى حماية خصوصية البيانات وتشجيع الاستثمارات في البنية التحتية الرقمية. هذا الجانب يمتد إلى تعزيز التعاون الدولي، حيث يمكن للدول المشاركة في مثل هذه المنتديات مشاركة الخبرات لصياغة إطارات عالمية مشتركة.
في التتمة، يبرز دور المملكة في صياغة مستقبل الذكاء الاصطناعي من خلال استراتيجيات شاملة تغطي الجوانب القانونية، الاقتصادية، والاجتماعية. على سبيل المثال، تعمل “سدايا” على تنفيذ برامج تعليمية لتأهيل الشباب لسوق العمل الرقمي، مع التركيز على مهارات الذكاء الاصطناعي مثل التعلم الآلي والتحليلات الكبيرة. هذا يساهم في تقليل الفجوة الرقمية داخل المجتمع ويعزز من الاقتصاد المعرفي. كما أن الرؤية تشمل استكشاف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل الزراعة الذكية والرعاية الصحية، حيث يمكن أن تساعد في تحسين الكفاءة وتقليل التكاليف. بالإضافة إلى ذلك، تؤكد السعودية على أهمية الشراكات مع الدول الأخرى لمواجهة التحديات المشتركة، مثل حماية الخصوصية والحد من التحيزات في الخوارزميات. في النهاية، تُمثل هذه الجهود خطوات حاسمة نحو بناء عالم رقمي أكثر أماناً وإنصافاً، مع الحفاظ على قيم السيادة والابتكار.
تعليقات