رغد صدام حسين ترى في إخلاء سبيل هنيبال القذافي في لبنان “بداية صفحة جديدة”.. تعليقها يثير التساؤلات حول العلاقات السياسية في المنطقة.

علقت رغد صدام حسين، ابنة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، على قرار محكمة لبنانية بإخلاء سبيل هانيبال القذافي، نجل الزعيم الليبي الأسبق معمر القذافي. وجاءت تعليقاتها عبر منشور على منصة “إكس”، حيث عبّرت عن فرحتها بسلامته وسط الجدل القضائي المحيط بقضية اختفاء الإمام موسى الصدر في ليبيا.

تعليق رغد صدام على إخلاء سبيل هانيبال القذافي

في منشورها عبر “إكس”، الذي نشرته مساء الجمعة، أكدت رغد صدام حسين أنها تشعر بالامتنان لسلامة هانيبال القذافي بعد صدور القرار القضائي اللبناني بإفراجه مقابل كفالة مالية قدرها 11 مليون دولار، مع فرض حظر سفر عليه. قالت في المنشور: “الحمد لله على سلامة الأخ العزيز هانيبال القذافي، ونسأل الله أن تكتمل عودته إلى أرضه ووطنه في القريب العاجل”. وأضافت أن هذا القرار يمكن أن يكون “فاتحة خير وبركة” لعائلته ولليبيا ككل، مشددة على أملها في أن يمثل بداية لحلول جديدة تعزز الوحدة والاستقرار في البلاد وتعيد الانسجام إلى شعبها الطيب. كما أرفقت رغد المنشور بصورة لهانيبال القذافي، مما يعكس العلاقة الشخصية والعائلية بينهما، خاصة في ظل الروابط التاريخية بين عائلتي صدام حسين والقذافي.

يأتي هذا التعليق في سياق متابعة واسعة للقضية، حيث كان هانيبال القذافي محتجزًا في لبنان منذ عام 2015، وهو يواجه اتهامات بإخفاء معلومات حول مصير الإمام موسى الصدر ورفاقه، الذين اختفوا في ليبيا عام 1978 بعد زيارتهم طرابلس بدعوة من معمر القذافي. وافق القاضي زاهر حمادة، المحقق العدلي في القضية، على إخلاء سبيل هانيبال مقابل الكفالة المالية الكبيرة، مع الحفاظ على قيود السفر لضمان عدم مغادرته البلاد. هذا القرار يعكس التعقيدات القانية في مثل هذه القضايا، التي ترتبط بأحداث تاريخية مؤثرة في العالم العربي، ويبرز الدور الذي يلعبه الأفراد المرتبطون بعائلات حاكمة سابقة في إعادة صياغة الروايات التاريخية.

آراء ابنة صدام حسين حول القضية

من جانب آخر، يُعتبر تعليق رغد صدام جزءًا من سلسلة التفاعلات العامة مع قضايا النزاعات العائلية والسياسية في المنطقة. كابنة لشخصية بارزة مثل صدام حسين، غالبًا ما تكون آراؤها تعبيرًا عن التضامن مع أشخاص مثل هانيبال القذافي، الذين يواجهون تحديات قانونية مترابطة مع تاريخ بلادهم. في هذا السياق، أشارت رغد إلى أن عودة هانيبال إلى ليبيا قد تكون خطوة نحو “صفحة جديدة” تحمل معها الخير للشعب الليبي، الذي يعاني منذ سنوات من الصراعات الداخلية والتدخلات الخارجية. هذا التصريح يعكس رؤية أوسع للسلام والمصالحة، حيث ترى في إخلاء السبيل فرصة لإصلاح الجروح التاريخية وتعزيز الوحدة الوطنية في ليبيا.

بالعودة إلى تفاصيل القضية، قدم وكيل هانيبال القذافي مذكرة في منتصف أغسطس الماضي للمطالبة بإخلاء سبيله، مما أدى إلى هذا القرار الذي يتيح له الحرية المشروطة. ومع ذلك، يظل هانيبال خاضعًا للتحقيقات الجارية، حيث يتم اتهامه بالتورط في إخفاء معلومات حول اختفاء الإمام موسى الصدر، وهي قضية تحولت إلى رمز للعدالة في المنطقة. في الوقت نفسه، يمكن اعتبار تعليق رغد صدام دعوة ضمنية للحوار بين الأطراف المعنية، خاصة في ظل التحديات التي تواجه ليبيا في سبيل الاستقرار. من خلال هذه الكلمات، تبرز رغد دورها كشخصية عامة تؤثر على الرأي العام، محاولة ربط الماضي بالحاضر بطريقة تدفع نحو المستقبل الأفضل. هذا النهج يعكس كيف يمكن للأفراد ذوي الخلفيات السياسية أن يساهموا في تشجيع الحلول السلمية للنزاعات الطويلة الأمد، مع التركيز على أهمية العدالة والرحمة في بناء مجتمعات أكثر تماسكًا.