في الأسواق العالمية، شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا خلال الجلسات التجارية الأخيرة، مما جعل المستثمرين يتابعون التغيرات بعناية. هذا التراجع جاء بعد صعود درامي للمعدن الأصفر، الذي سجل مستويات قياسية غير مسبوقة، مما يعكس التقلبات الاقتصادية العالمية.
تراجع أسعار الذهب بعد قمة تاريخية
انخفضت أسعار الذهب بنسبة تجاوزت 2% يوم الجمعة، مسجلة هبوطًا إلى مستوى 4,211.48 دولار للأوقية في التداولات الفورية، بعد أن بلغت ذروتها التاريخية عند 4,378.69 دولار في وقت سابق من الجلسة نفسها. هذا التراجع يأتي كرد فعل لعدة عوامل، بما في ذلك ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي وزيادة مخاطر الاقتصاد العالمي، بالإضافة إلى تصريحات من الرئيس الأمريكي السابق أثرت على الثقة في الأسواق. رغم هذا الانخفاض المفاجئ، يظل الذهب على مسار تحقيق مكاسب أسبوعية بنحو 4.8%، مما يشير إلى قوة المعدن في مواجهة التحديات قصيرة الأجل. في السياق العام، كان الذهب قد شهد صعودًا قويًا خلال العام الحالي، حيث ارتفع بنسبة أكثر من 64%، مدعومًا بالتوترات الجيوسياسية الدولية، زيادة مشتريات البنوك المركزية، وانتقال المستثمرين نحو الأصول الآمنة بدلاً من الاعتماد على الدولار كملاذ.
المعادن النفيسة وتوقعات المستقبل
يستمر الذهب في جذب الانتباه كأحد أبرز المعادن النفيسة، حيث يتوقع الخبراء استمرار الاتجاه الصعودي على المدى الطويل رغم التقلبات الحالية. على سبيل المثال، رفع بنك HSBC توقعاته لسعر الذهب المتوسط في عام 2025 إلى 3,455 دولار للأوقية، مع نظرة إيجابية تتوقع بلوغ 5,000 دولار في عام 2026، مدفوعًا بالعوامل الاقتصادية العالمية مثل التضخم والحروب التجارية. ومع ذلك، لم يكن الذهب وحده الذي تأثر، إذ شهدت المعادن الأخرى تراجعًا مشابهًا؛ حيث انخفضت أسعار الفضة بنسبة 5.6%، والبلاتين بنسبة 6.1%. هذه التغييرات تعكس الارتباط الوثيق بين أسعار المعادن النفيسة والأحداث الاقتصادية العالمية، مثل تغيرات أسعار العملات والبيانات الاقتصادية. في الختام، يبقى الذهب رمزًا للاستقرار في أوقات الاضطراب، مع إمكانية عودة الأسعار إلى مستويات عالية مع تطور الظروف الاقتصادية. هذا الوضع يدفع المستثمرين إلى النظر في استراتيجيات طويلة الأجل، مع التركيز على كيفية تأثير السياسات النقدية العالمية على قيمة الذهب والمعادن الثمينة بشكل عام.

تعليقات