كشف الصورة “زائر قرية الأشباح” كفائزة الرئيسية بجائزة مصور الحياة البرية لعام 2025!

فازت صورة مذهلة لضبع بني نادر يقف أمام مبنى مهجور في قرية تعدين ألماس قديمة في ناميبيا بجائزة مصور الحياة البرية لعام 2025. التقطها المصور الجنوب إفريقي ويم فان دن هييفر، وتُظهر هذه الصورة المعنونة “زائر قرية الأشباح” كيف يعيد الكائنات البرية احتلال الأماكن المهجورة من قبل الإنسان. تم التقاط الصورة بعد جهد استمر عشر سنوات باستخدام كاميرات مراقبة مزودة بحساسات حركة، مما يبرز التحدي في توثيق هذا النوع النادر من الضباع، الذي يُعتبر من أندر الأنواع في العالم ويعيش حياة ليلية انعزالية. اختيرت هذه الصورة من بين أكثر من 60 ألف مشاركة، وهي تعكس جمال الطبيعة وسط أطلال الحضارة المهملة.

فائزون في جوائز مصور الحياة البرية 2025

يبرز هذا الفوز كتكريم للصورة التي لفتت انتباه لجنة التحكيم برمزيتها، حيث قالت كاثي موران، رئيسة اللجنة، إنها تظهر كيف استعادت الحياة البرية مكانًا تركه الإنسان. أما عضوة اللجنة أكانكشا سود سينغ، فقد وصفتها بأنها “مفارقة غريبة تجمع بين الاضمحلال البشري والصمود الطبيعي”، مضيفة أن الصورة تخلق شعورًا بالرهبة والإعجاب معًا. على جانب آخر، لم تكتفِ المسابقة بهذا الفوز، حيث حصل المصور الإيطالي أندريا دومينيزي على جائزة مصور الحياة البرية الشاب لعام 2025، عن صورته “بعد الدمار”، التي تصور خنفساء طويلة القرون تتجول بين آلات قطع أشجار مهجورة في جبال ليبيني بإيطاليا. هذه الصورة تسلط الضوء على التوتر بين الإنسان والطبيعة، كما أكد عضو اللجنة آندي باركنسون، الذي وصفها بأنها “قوية وتدفع للتأمل في العلاقة المعقدة بينهما”.

بالإضافة إلى ذلك، فاز المصور البرازيلي فيرناندو فاسيولي بجائزة التأثير عن صورة عاطفية تُظهر صغير آكل نمل عملاق يتبع مقدم رعاية بعد فقدان أمه، مما يبرز جهود إعادة التأهيل للحيوانات المهددة. كما تم تكريم فائزين آخرين في فئات متنوعة، مثل دينيس ستوجسديل بجائزة سلوك الثدييات عن صورته لوشق يلتهم طائر نحام في منتزه سيرينجيتي الوطني بتنزانيا، وكوينتن مارتينيز بجائزة سلوك البرمائيات والزواحف عن صورة تجمع ضفادع شجر صغيرة. جميع هذه الصور ستُعرض في معرض يفتتح في متحف التاريخ الطبيعي في لندن، حيث يؤكد مدير المتحف دوج غور أن هذه الجوائز توفر منصة لسرد قصص بصرية تعكس تنوع الطبيعة وجمالها، بالإضافة إلى تعقيد علاقتها بالإنسان. في السنة الحادية والستين للمسابقة، تستمر في جذب الأنظار إلى قضايا الحفاظ على البيئة، مما يذكرنا بأهمية التوازن بين التقدم البشري والحياة البرية.

تتويج الإبداع في تصوير الطبيعة

في هذه الدورة، لم يقتصر التركيز على الفائزين الرئيسيين، بل شمل أيضًا 19 فائزًا في فئات مختلفة، مما يعكس التنوع في التصوير الفوتوغرافي للحياة البرية. على سبيل المثال، تعبر صورة دومينيزي عن الآثار البيئية للأنشطة البشرية، بينما تبرز صورة فاسيولي الجانب الإنساني من الحفاظ، حيث تُظهر جهود الرعاة في مساعدة الحيوانات اليتيمة. هذه العناصر مجتمعة تجعل المسابقة ليس فقط احتفاءً بالفن، بل دعوة للتزام بحماية التنوع البيولوجي. من خلال هذه الصور، يتسنى للمتابعين رؤية كيف يتداخل العالم الطبيعي مع الإرث البشري، مما يثير أسئلة حول المستقبل المشترك. في النهاية، تُعتبر هذه الجوائز شهادة على قوة الصورة في نقل رسائل تعليمية وإلهامية، مشجعة الجميع على التفاعل مع قضايا الطبيعة بطريقة أكثر وعيًا.