بالفيديو.. “المريسل” يكشف كيف أغرته الأرباح الضخمة وفقد مليونًا ونصف ريال في يوم واحد!

كشف الناقد الرياضي عبدالعزيز المريسل تفاصيل تجربته المؤلمة في عالم الاستثمار، حيث أدى قراراته في سوق الأسهم الأمريكي إلى خسائر مالية كبيرة رغم نجاحه السابق في السوق السعودي. كان المريسل قد بنى ثروة معتبرة من خلال استثماراته في الأسواق المحلية، حيث وصل رصيده إلى حوالي 1.8 مليون دولار، وهو ما دفعته للنظر نحو فرص أكبر. مع ذلك، جذبته القصص الناجحة لآخرين حققوا أرباحًا سريعة ومذهلة، مثل ذلك الشخص الذي تحول استثمار قدره 20 ألف دولار إلى 4 ملايين دولار في غضون ثلاثة أشهر فقط، أو آخر الذي ربح من 22 مليون دولار. هذه القصص أشعلت لديه رغبة في تكرار النجاح، مما دفعته للدخول إلى مجال غير مألوف.

تجربة عبدالعزيز المريسل في سوق الأسهم

في البداية، كان المريسل يعتقد أن خبرته في السوق السعودي ستكفي للتنقل في الأسواق الأمريكية، حيث قرر استثمار كل أمواله البالغة 1.8 مليون دولار دون دراسة كافية أو معرفة عميقة بعقود الخيارات أو آليات التداول هناك. لقد تأثر بالطمع والرغبة في تحقيق أرباح مضاعفة في وقت قصير، مما جعله يقلد استراتيجيات الآخرين الذين نجحوا مؤقتًا. اشترى أربعة عقود خيارات، اثنان منها كانا يُعتبران “ضربة” محتملة، لكنه سرعان ما واجه الواقع القاسي. بعد تسعة أشهر فقط، تحولت جميع استثماراته إلى صفر، متزامنة مع خسارات مشابهة للأشخاص الذين كان يتبعهم. هذه التجربة لفتت الأنظار إلى مخاطر الاستثمار العشوائي، حيث أظهرت كيف يمكن للسوق الأمريكي، برغم جاذبيته، أن يبتلع الثروات بسرعة إذا لم يكن هناك تنظيم أو معرفة.

يبرز هذا الحادث كدرس قاسٍ عن أهمية التحضير الجيد قبل الدخول في أسواق دولية تنافسية. المريسل، الذي كان يتمتع بمكانة مرموقة كناقد رياضي، وجد نفسه يواجه تحديات شخصية غير متوقعة، مما أثر على حياته المالية والعاطفية. في السوق السعودي، كان يعتمد على استراتيجيات مدروسة ساعدته على تجنب المخاطر، لكنه في الأمريكي، وقع فريسة للعواطف والإغراءات الخارجية. هذا التحول يعكس كيف يمكن للثقة المفرطة أن تؤدي إلى خسائر فادحة، خاصة عندما يتعلق الأمر بأدوات معقدة مثل عقود الخيارات، التي تتطلب خبرة فنية وتحليلية دقيقة.

مخاطر الاستثمار في الأسواق الدولية

مع توسع الأسواق المالية، يواجه المستثمرون في دول مثل السعودية تحديات إضافية عند التوجه نحو الأسواق الأجنبية، حيث تختلف اللوائح والظروف الاقتصادية. في حالة المريسل، كانت الخسارة الشاملة نتيجة لعدم فهم الديناميكيات الأمريكية، مثل تقلبات الأسعار السريعة وتأثير العوامل الخارجية مثل التغيرات السياسية أو الاقتصادية العالمية. على سبيل المثال، اشترى عقودًا كانت عرضة للانهيار بسبب تغيرات في أسعار الأصول الأساسية، مما أدى إلى فقدان كامل لرأس المال. هذا يؤكد على ضرورة اكتساب المعرفة المتخصصة قبل المغامرة، وأن الاعتماد على قصص النجاح دون تحليل شخصي يمكن أن يكون مخربًا.

بالإضافة إلى ذلك، يشير خبر المريسل إلى أهمية تنويع الاستثمارات لتجنب وضع كل البيض في سلة واحدة. لو كان قد احتفظ بجزء من أمواله في السوق السعودي، لكان استطاع تعويض الخسائر، لكن قرار استثمار كل ما يملكه أدى إلى كارثة. في السياق العام، تظهر تجاربه كتحذير للمستثمرين الآخرين، خاصة أولئك الذين يبحثون عن أرباح سريعة في أسواق متقلبة. الآن، بعد مرور الوقت، يعترف المريسل بأن الطمع كان السبب الرئيسي، وأنه كان يجب عليه الالتزام بما يعرفه جيدًا. هذا الدرس يمتد إلى مجالات أوسع، حيث يذكرنا بأن الاستثمار ليس مجرد أرقام، بل قرارات تتطلب حكمة وصبر.

في الختام، تجربة عبدالعزيز المريسل تكشف عن جوانب مخفية في عالم الاستثمار، حيث يمكن للنجاح السريع أن يتحول إلى فشل مدمر إذا لم يكن مبنيًا على أسس صلبة. من خلال هذه القصة، يتعلم المستثمرون قيمة التعلم المستمر والحذر، مما يساعد في بناء استراتيجيات أكثر استدامة في المستقبل. بشكل عام، يظل الاستثمار مسيرة تعليمية، حيث يجب على كل فرد أن يفحص خطواته بعناية لتجنب الكوارث المالية.