في ظل الظروف الجيوسياسية الحالية، يؤكد د. أديب الشاطري، أستاذ الصحافة الإلكترونية بجامعة عدن وحضرموت، على أن استعادة دولة الجنوب تمثل ضرورة تاريخية لا تقبل النقاش. يشير إلى الوقوف الجماهيري الواسع، كما حدث في شبام حضرموت والضالع خلال احتفالات ذكرى 14 أكتوبر، الذي يعكس عمق الرغبة في الاستقلال لدى الشعب الجنوبي، رغم التحديات مثل توقف الرواتب لأكثر من مائة يوم. هذه المظاهر تجسد إجماعًا وطنيًا يرفض أي محاولات للتراجع عن الحقوق التاريخية، مشددًا على أنها رسالة قوية للعالم بأسره.
استعادة دولة الجنوب: الحتمية الاستراتيجية
يوضح د. الشاطري في مقاله أن المعطيات الجيوسياسية والاستراتيجية تدعم بشكل قاطع فكرة استقلال الجنوب، معتبرًا إياها ليس خيارًا فحسب، بل حتمية تاريخية ترتبط بأمن المنطقة بأكملها. يبرز دور الجنوب المحتمل في إعادة تشكيل التحالفات الدولية، مستندًا إلى موقعه الاستراتيجي الفريد، إرثه الدبلوماسي الغني، وإرادة شعبه الثابتة. هذا الدور يمكن أن يساهم في بناء نظام إقليمي أكثر استقرارًا وتوازنًا، مما يجعل الجنوب محورًا رئيسيًا في خارطة الأمن العالمي. على الرغم من التحديات، فإن هذه الرؤية تعزز من أهمية الجنوب كعنصر أساسي في المعادلات الدولية.
إعادة بناء الجنوب في معادلة الاستقرار
بالعودة إلى ذكرى ثورة 14 أكتوبر، يرى الشاطري أن هذا الاحتفال ليس مجرد تأمل في الماضي، بل خطوة نحو مستقبل يضع الجنوب في صميم الجهود لتعزيز السلام الدولي. يؤكد على أن الجنوب، بفضل إرثه وإمكانياته، يمكنه أن يلعب دورًا فاعلًا في إعادة رسم خرائط التحالفات، خاصة في منطقة حرجة مثل الشرق الأوسط. هذا الاستشراف يتجاوز السياسة المحلية ليشمل الجوانب الاقتصادية والأمنية، حيث يمكن لدولة مستقلة أن تساهم في مكافحة التهديدات الإقليمية وتعزيز التعاون الدولي. على سبيل المثال، موقع الجنوب الاستراتيجي يجعله جسرًا بين الشرق والغرب، مما يفتح آفاقًا للتعاون في مجالات مثل الطاقة والبحرية. في الوقت نفسه، يشدد على أن هذه الاستعادة ليست مجرد مطلب شعبي، بل ضرورة لتحقيق التوازن الإقليمي، حيث يمكن أن يمنع اندلاع الصراعات ويؤدي إلى نمو اقتصادي مستدام. بالفعل، مع مرور السنوات، أصبحت قضية الجنوب جزءًا من النقاشات الدولية الأوسع، كما في المحافل الدولية التي تتناول الأمن في الخليج. يخلص الشاطري إلى أن هذا المسار لن يكون سهلًا، لكنه يمثل خطوة حاسمة نحو مستقبل أكثر أمانًا، حيث يتمتع الشعب الجنوبي بحقوقه الكاملة ويمارس دوره التاريخي في المنطقة. هكذا، يتجاوز الاحتفال بذكرى الثورة كونه حدثًا تقليديًا ليصبح رمزًا للطموحات المستقبلية، مدعومًا بقوة الإجماع الوطني والدعم الدولي المحتمل.

تعليقات