احتفال كبير في واشنطن.. مجموعة التنسيق العربية تحتفل بـ50 عاماً من التعاون التنموي المستمر!

في أجواء اجتماعات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في واشنطن، نظمت مجموعة التنسيق العربية احتفالاً بمرور خمسين عاماً على تأسيسها، حيث جمعت الفعالية قادة صناديق التنمية العربية والدولية، ووزراء مالية من الشرق الأوسط وأميركا اللاتينية. كانت الاحتفالية التي أقيمت في 15 أكتوبر 2025، تحت شعار “مجموعة التنسيق العربية في ذكراها الخمسين: متحدون في التعاون والعمل الإنمائي من أجل مستقبل مستدام”، فرصة لاستعراض إنجازات نصف قرن من التمويل التنموي المشترك. خلال الفعالية، تم استعراض المسيرة التي شهدت تمويل أكثر من 13 ألف مشروع في أكثر من 160 دولة، مع التركيز على التحول الرقمي، تمويل مشاريع المناخ، دعم النمو الشامل، والاستثمار في رأس المال البشري للمرحلة المقبلة.

احتفال مجموعة التنسيق العربية بالذكرى الخمسين

خلال الاحتفال، أكد رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، الدكتور محمد بن سليمان الجاسر، في كلمته الافتتاحية، أن هذه الذكرى تمثل نقطة تحول في العمل العربي المشترك، محثاً المؤسسات التنموية على أن تكون أكبر وأكثر جرأة في مواجهة تحديات التنمية العالمية. شهدت الفعالية مائدتين مستديرتين رفيعتي المستوى؛ الأولى بالشراكة مع الشراكة العالمية من أجل التعليم (GPE) لإطلاق المرحلة الثانية من مبادرة التمويل الذكي للتعليم، والثانية التي جمعت وزراء مالية من أميركا اللاتينية ومنطقة الخليج مع بنك التنمية للبلدان الأميركية لمناقشة توسيع الشراكات بين المنطقتين. كما شاركت CNN الاقتصادية كشريك إعلامي، حيث أجرت مقابلات حصرية مع رؤساء صناديق التنمية. في إحدى المقابلات، أوضح الدكتور الجاسر زيادة الطلب العالمي على الصكوك الإسلامية، مشيراً إلى إصدار البنك الأخير بقيمة 500 مليون يورو الذي لاقى تغطية تجاوزت 2.6 مليار يورو، معظمها من مستثمرين دوليين، معتبراً أن الصكوك أكثر أماناً بفضل دعمها بأصول حقيقية. كما أشار إلى عودة سوريا إلى عضوية البنك، مما يفتح الباب للتعاون في الطاقة والبنية التحتية عقب تسوية المتأخرات.

التعاون الإنمائي العربي في الواجهة

في مقابلة أخرى مع CNN الاقتصادية، شدد مدير عام صندوق أوبك للتنمية الدولية، د. عبد الحميد الخلفية، على ضرورة التحول التدريجي نحو الطاقة النظيفة مع الحفاظ على دور المصادر التقليدية مثل الغاز كركيزة أساسية للاستدامة في العقود المقبلة. أبرز الصندوق مشاريع مثل مزرعة الرياح في مصر وخط أنبوب الغاز بين نيجيريا والمغرب، الذي يمثل نموذجاً للتكامل الاقتصادي. كما كشف عن استراتيجية لدعم سوريا تبدأ بإعادة تأهيل محطات الطاقة ثم تتوسع مع تحسن الظروف. من جانبه، أكد المدير العام لصندوق قطر للتنمية، فهد السليطي، انتقال الصندوق من الإغاثة إلى التنمية المستدامة، مذكراً بمشروع استثماري في قطاع الكهرباء في لبنان بالتعاون مع الحكومة اللبنانية، إضافة إلى دعم مشاريع الطاقة والتعليم في سوريا التي تفيد نحو خمسة ملايين شخص. تعكس هذه المقابلات دوراً متزايداً للجهود العربية في تشكيل سياسات التمويل التنموي العالمي عبر أدوات مثل التمويل الإسلامي والشراكات في الطاقة والتعليم والمناخ. وبينما تحتفل مجموعة التنسيق العربية بنصف قرن من العمل المشترك، تؤكد أن أولوياتها المستقبلية تركز على تعزيز الاستدامة، تمكين الإنسان، وتوسيع التعاون بين الجنوب والجنوب، في ظل الحاجة المتزايدة إلى مصادر تمويل عادلة لدعم التنمية العالمية.