طوّر فريق من الباحثين لقاحًا متطورًا يعمل على الوقاية من السرطان بشكل كامل، إذ يمنع تشكله ويقف دون نموه وانتشاره في الجسم. يعتمد هذا اللقاح على تقنية الجزيئات النانوية، التي تجعل الجهاز المناعي أكثر كفاءة في التعامل مع الخلايا السرطانية. من خلال هذا الابتكار، يمكن تغطية أنواع متعددة من السرطان، مثل سرطان الجلد المعروف باسم الميلانوما، وسرطان البنكرياس، وسرطان الثدي الثلاثي السلبي. هذا النهج الجديد يمثل خطوة كبيرة نحو تحقيق السيطرة على هذه الأمراض الخطيرة، حيث يعزز من قدرة الجسم على الدفاع الذاتي.
لقاح ضد السرطان
في دراسة حديثة، أكد الباحثون أن هذا اللقاح يعمل من خلال تحفيز الجهاز المناعي بطريقة متكاملة. يقول أحد القادة الرئيسيين لهذه الدراسة، وهو أستاذ في الهندسة الطبية الحيوية، إن الجزيئات النانوية تم تطويرها لتفعيل مسارات متعددة تتفاعل مع مستضدات السرطان، مما يؤدي إلى منع نمو الورم وزيادة معدلات البقاء على قيد الحياة. عادةً، تعمل اللقاحات عن طريق توصيل جزء من العامل المسبب للمرض، مثل الخلايا السرطانية، إلى جانب مواد مساعدة تساعد الجهاز المناعي على التعرف والقضاء عليه. للتغلب على تحديات عثور المواد المساعدة المناسبة، طور الباحثون مادة مساعدة فائقة تعتمد على جزيئات نانوية دهنية، والتي تقدم نوعين مختلفين من الدعم المناعي، مما يجعل الاستجابة أكثر فعالية.
تحصين من الأورام
في التجارب التي أجراها الفريق على الفئران، أظهر اللقاح نتائج مذهلة. تم حقن بعض الفئران باللقاح المتقدم، وبعد ثلاثة أسابيع، زرعت خلايا الميلانوما فيها. كان 80% من تلك الفئران خالية تمامًا من الأورام، في حين لم يبقَ أي فأر من المجموعة غير المُلقحة حيًا لأكثر من 35 يومًا. كما أن اللقاح حال دون انتشار السرطان إلى الرئتين، حيث لم يعانِ أي فأر مُلقح من أورام رئوية، بينما أصيب جميع الفئران الأخرى بهذا الانتشار. هذا الاكتشاف يفتح أبوابًا جديدة في مجال الطب، حيث يقدم نهجًا شاملاً للوقاية من أنواع متعددة من السرطان ومنع انتشاره. الباحثون يؤكدون أن هذا اللقاح يمكن أن يصبح أداة أساسية في مكافحة السرطان، خاصة مع قدرته على تعزيز المناعة بشكل مستمر. بالإضافة إلى ذلك، فإن الجزيئات النانوية تسمح بتخصيص اللقاح حسب نوع السرطان، مما يزيد من دقته وفعاليته. ومن المتوقع أن يتم اختبار هذا اللقاح على البشر قريبًا، للتحقق من فعاليته في السياق الإنساني، مع التركيز على تحسين سلامته وتقليل أي آثار جانبية محتملة. هذا التقدم يمثل نقلة نوعية في عالم الطب الوقائي، حيث يجمع بين الابتكار التكنولوجي والمعرفة الطبية لمحاربة إحدى أكبر التحديات الصحية في العصر الحديث. بفضل هذه التقنية، يمكن للمرضى في المستقبل الاستفادة من حماية أفضل، مما يقلل من معدلات الإصابة والوفيات الناتجة عن السرطان. في الختام، يعد هذا اللقاح خطوة واعدة نحو عالم أكثر أمانًا من هذه الأمراض الفتاكة، مع الاستمرار في البحث لتوسيع نطاقه وتطبيقه.
تعليقات