رسالة دكتوراه من جامعة القاهرة تكشف عن دور صحيفة عكاظ كرائدة في التحول الرقمي للصحافة السعودية.

أكدت دراسة بحثية حديثة من جامعة القاهرة أن صحيفة “عكاظ” السعودية تمثل خطوة متقدمة في مجال الإعلام الرقمي، حيث اعتبرتها نموذجًا يُحتذى به في دمج التقنيات الحديثة مع العمل الصحفي. هذا التحول ساهم في تعزيز مكانة الصحافة السعودية في الساحة الرقمية العربية، من خلال استخدام أدوات مبتكرة أدت إلى تحسين الكفاءة والتفاعل مع الجمهور.

التحول الرقمي في صحيفة عكاظ: نموذج الابتكار الصحفي

تسلط الدراسة، التي تركز على أساليب عمل المؤسسات الصحفية السعودية، الضوء على كيفية قيادة عكاظ لهذه الثورة الرقمية. كانت الصحيفة من بين الأوائل في استخدام التقنية في غرف الأخبار والإدارات التحريرية، مما مكنها من تحقيق قفزات كبيرة في إنتاج المحتوى. على سبيل المثال، اعتمدت عكاظ على الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات وإنشاء تقارير أكثر دقة، بالإضافة إلى الاستفادة من المقالات الصوتية والوسائط المتعددة لتقديم محتوى تفاعلي يجذب الجمهور بشكل أكبر. هذا النهج لم يقتصر على تحسين الجودة فحسب، بل أدى إلى تقليل التكاليف المرتبطة بالإنتاج والطباعة والتوزيع، حيث سمح بتسريع وتيرة العمل وإنتاج أشكال جديدة من المنتجات الإعلامية مثل البودكاست والفيديوجراف والتطبيقات المبنية على الواقع المعزز. بالتالي، أصبحت عكاظ رمزًا للتكيف مع العصر الرقمي، حيث غيرت هذه التحولات طريقة نقل الخبر وجعله أكثر ديناميكية.

تأثير الرقمنة على العلاقات الإعلامية

أثرت الرقمنة بشكل كبير على العلاقة بين الصحيفة والجمهور، حيث تحول المتلقي من مجرد قارئ سلبي إلى مستخدم نشط يتفاعل مع المحتوى عبر منصات متعددة. الدراسة استعرضت تاريخ تطور الصحافة السعودية منذ بداياتها، مع التركيز على تأسيس عكاظ في عام 1960 وتطورها جنبًا إلى جنب مع مؤسسات أخرى مثل صحيفة الوطن في عام 2000. هذا التطور لم يكن تقنيًا فقط، بل امتد إلى تغيير المنظور المهني، حيث أصبح التركيز على إشراك الجمهور من خلال الأدوات التفاعلية مثل الجرافيكس والإنفوجراف والملتيميديا. خبير إعلامي بارز أشاد بتجربة عكاظ، مشيرًا إلى أن زياراتها للمؤسسات الإعلامية العالمية ساهمت في تطوير أدواتها التحريرية وجعلها نموذجًا للصحافة الحديثة في المملكة. بالفعل، أدى هذا التحول إلى خلق محتوى أكثر تأثيرًا، حيث أصبحت عكاظ تستفيد من البيانات الكبيرة لتوقع احتياجات الجمهور وتقديم تقارير مخصصة. في الختام، يُعد هذا النموذج دليلاً على كيفية أن يؤدي الاندماج بين التقنية والصحافة إلى تغيير جوهري في صناعة الإعلام، مما يفتح آفاقًا واسعة للمستقبل.