في مثل هذا اليوم.. الأهلي يقدم ظهور أول لأسامة عرابي في تشكيلة الأولمبياد!

في يوم مثل هذا، يوم 17 أكتوبر 1982، كتب تاريخًا جديدًا في سجلات كرة القدم المصرية، حيث أسفرت مواجهة مثيرة بين الأهلي والأولمبي عن فوز ساحق للفريق الأحمر، إذ تمكن الأهلي من تحقيق هزيمة قاسية بنتيجة 5-0 على ستاد الإسكندرية. كانت تلك المباراة علامة فارقة، ليس فقط بسبب الأداء المهيمن الذي قدمه الفريق، بل أيضًا بسبب ظهور أولي لنجم صاعد كان مقدرًا له أن يصبح جزءًا أساسيًا من تاريخ القلعة الحمراء. شهدت المواجهة تسجيل ثلاثية هاتريك من قبل زكريا ناصف “زيكو”، بالإضافة إلى هدفين من فوزي سكوتي، وهدف إيجازي من مختار مختار، الذي كان أيضًا السبب في دخول البديل الذي غير مسار الأحداث. كما شهدت الشوط الأول محاولة فاشلة من مصطفى يونس لتسجيل هدف من ركلة جزاء، لكن النجم الذي سطع في تلك الليلة كان أسامة عرابي، الذي حل بديلاً لمختار مختار وشارك لأول مرة في تاريخه مع الفريق.

أسامة عرابي: البدايات والظهور الأول مع الأهلي

في هذا السياق، يبرز أسامة عرابي كشخصية رئيسية في تاريخ الأهلي، حيث كانت تلك المباراة نقطة انطلاقه نحو مسيرة طويلة ومميزة. على الرغم من أنه لم يكن النجم الساحر الذي يسجل الأهداف باستمرار، إذ لم يتجاوز رصيده 12 هدفًا فقط خلال فترة مشاركته، إلا أن مساهمته في بناء الفريق كانت لا تقدر بثمن. لقب بـ”الجندي المجهول” رغم إنجازاته الضخمة، حيث ساهم في تحقيق 28 بطولة متنوعة مع الأهلي على مدار 17 عامًا، مما يعكس التفاني والإخلاص اللذين ميزا مسيرته. شارك في حوالي 400 مباراة، رقم يُعتبر تاريخيًا داخل أسوار القلعة الحمراء، وهو ما جعله رمزًا للثبات والتضحية في عالم كرة القدم. هذه الفترة لم تكن مجرد مراحل بل كانت جسرًا نحو التميز، حيث أثبت عرابي أن الفوز ليس دائمًا بتلال الأهداف، بل بالدور الذي يلعبه كل لاعب في مكانه.

مسيرة اللاعب المخلص: إنجازات وتتويجات أسامة عرابي

مع مرور السنين، تحول أسامة عرابي من لاعب مجهول نسبيًا إلى أيقونة محترمة في تاريخ الأهلي، لكنه لم يتوقف عند حدود الملاعب كلاعب. بعد اعتزاله الكرة في منتصف التسعينيات، انخرط في عالم التدريب، حيث تولى منصب مدرب مساعد للفريق الأول في موسم 2001/2002 إلى جانب المدير الفني البرتغالي مانويل جوزيه، ومختار مختار كمدرب عام، وحسام البدري كمدرب. ساهمت هذه الفترة في تحقيق إنجازات إفريقية بارزة، مثل كأس رابطة الأبطال ورابطة السوبر الإفريقي، مما أكد على خبرته ودوره الحاسم في نجاح الفريق. لاحقًا، عمل كمدير فني لنادي الإنتاج الحربي، ثم كمدرب عام مع حسام البدري في المنتخب الأولمبي، وأخيرًا تولى تدريب عدة أندية في الدوري المصري. مسيرة عرابي تجسد الروح الرياضية الحقيقية، حيث كان دائمًا الداعم الخفي الذي يضمن التوازن والاستمرارية. إنه مثال لكيفية تحويل الإخلاص إلى تراث دائم، خاصة أن إنجازاته مع الأهلي لم تقتصر على الألقاب، بل امتدت إلى تربية جيل كامل من اللاعبين الذين تعلموا منه قيمة العمل الجماعي.

في الختام، يظل أسامة عرابي رمزًا للصمود والتفاني في كرة القدم المصرية، حيث تجاوز دوره كلاعب أو مدرب كونه جزءًا من النسيج التاريخي للأهلي. من ذلك الظهور الأول في 1982، مرورًا ببطولاته العديدة، وصولًا إلى دوره في تشكيل مستقبل الفريق، فقد أكد أن النجاح الحقيقي يأتي من الجهد المستمر والتزام غير مرئي في كثير من الأحيان. هذا الإرث يستمر في إلهام الجيل الجديد، مما يجعل قصة عرابي درسًا حيًا في عالم الرياضة. بشكل عام، يمثل مسيرته تأكيدًا على أهمية الدور الخلفي في تحقيق الإنجازات الكبرى، سواء في الملاعب أو خارجها.