يُعد نادي الزمالك أحد أبرز الأندية الأفريقية التي رسمت تاريخًا مشرفًا في بطولات القارة السمراء، حيث جمع بين الإنجازات العظيمة والروح القتالية التي جعلته رمزًا للكرة الجميلة. مع اقتراب مواجهة الفريق أمام ديكيداها الصومالي في الكونفيدرالية، يبرز سجله الغني بالألقاب، الذي يعكس استمرارية التفوق عبر العقود.
تاريخ الزمالك في البطولات الأفريقية
بدأت رحلة الزمالك الأفريقية في منتصف السبعينيات، حيث تحول الفريق تدريجيًا إلى قوة رئيسية في المنافسات القارية. من خلال أداء يجمع بين المهارة الفنية والعزيمة، حافظ الزمالك على مكانته كـ”الملكي”، رافعًا شعار مدرسة الفن والإبداع. على مر السنوات، ساهم الفريق في تعزيز مكانة الكرة المصرية والأفريقية، من خلال مشاركاته في بطولات الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، حيث كان دائمًا مصدر إلهام للأجيال اللاحقة. هذا التاريخ يتجاوز مجرد الألقاب، إذ يمثل قصة نجاح مستمرة، مع التركيز على بناء فرق قوية قادرة على الصمود أمام التحديات.
إنجازات الزمالك الأفريقية
على مدار تاريخه، حقق الزمالك إنجازات لا تنسى في البطولات الأفريقية، مما جعله من أكثر الأندية تتويجًا. في دوري أبطال أفريقيا، فاز الفريق بخمسة ألقاب في الأعوام 1984، 1986، 1993، 1996، و2002، ليؤكد هيمنته على المستوى القاري. كما توج بلقب الكونفدرالية مرتين، مع الفوز الأخير في عام 2024 بعد نهائي درامي أكد قدرته على المنافسة. أما في كأس السوبر الإفريقي، فقد رفع الكأس خمس مرات، بما في ذلك الموسم الأخير 2024/2025، حيث تغلب على الأهلي في مباراة شهدت تفوقًا واضحًا. هذه الإنجازات لم تكن محض صدفة، بل نتاج جهود منتظمة من لاعبين وإدارة، حيث أدت إلى تعزيز مكانة الفريق كقوة لا تُستهان بها. على سبيل المثال، في الثمانينيات، ساهم جيل فاروق جعفر وحسن شحاتة في هذه الإنجازات، بينما في التسعينيات، برز حازم إمام وعبد الحليم علي، وفي العقد الأخير، لعب شيكابالا وزيزو دورًا حاسمًا في الحفاظ على الإرث.
تجاوز الزمالك محطات التراجع، كالتي حدثت بين 2017 و2021، ليعود بقوة إلى المنصات، مما يؤكد أن الفريق يمتلك القدرة على النهوض من الكبوات. الآن، وبعد تتويجه الأخير في الكونفدرالية والسوبر، يسعى لمواصلة السيطرة على البطولات الأفريقية، مع المنافسة الدؤوبة على الألقاب المحلية مثل الدوري والكأس تحت قيادة المدير الفني يانيك فيريرا. هذا الطموح يجسد فلسفة الفريق في دمج الخبرة بالشباب، ليستمر في كتابة صفحات جديدة من تاريخه الناصع، مما يلهم عشاق الكرة الأفريقية ويضمن مكانته كأحد أعمدة القارة. في النهاية، يظل الزمالك رمزًا للصمود والإبداع، مستعدًا لمواجهات جديدة تكرس مكاسبه التاريخية.

تعليقات