السعودية تتفاوض مع الولايات المتحدة على اتفاقية دفاعية كبرى – الفاينانشال تايمز

في جولة الصحف اليوم، نستعرض مجموعة من القضايا الدولية المهمة التي تشمل التطورات السياسية في الشرق الأوسط، بدءاً من مفاوضات أمنية بين السعودية والولايات المتحدة، مروراً بإشكاليات نزع سلاح حركة حماس، وصولاً إلى الكارثة البيئية الناجمة عن الحرب في غزة. هذه المواضيع تعكس التعقيدات الجيوسياسية والإنسانية التي تهز المنطقة، مع تركيز على التحالفات الدولية والآثار الطويلة المدى للصراعات.

جولة الصحف اليوم

تكشف التقارير الصحفية عن جهود متجددة من المملكة العربية السعودية لتأمين اتفاقية دفاعية مع الولايات المتحدة تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب. يبرز التقرير في صحيفة الفاينانشال تايمز أن الرياض تسعى لتعزيز الضمانات الأمنية الرسمية، خاصة مع تزايد التحديات الإقليمية مثل تهديدات الحوثيين. المفاوضات تهدف إلى اتفاق شامل يشبه الاتفاقية الأمريكية مع قطر، حيث يتضمن التزاماً بتدخل عسكري أمريكي في حالة الهجوم. وفقاً للمصادر، فإن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يأمل في إنهاء هذه الصفقة خلال زيارته المقبلة إلى واشنطن، مع التركيز على تعزيز التعاون العسكري والاستخباراتي. ومع ذلك، فإن العقبات تظل موجودة، خاصة بعد فشل المفاوضات مع إدارة بايدن بسبب حرب غزة، حيث يصر الأمير على ربط التطبيع مع إسرائيل بشرط قيام دولة فلسطينية. الخبراء، مثل فراس مقصد من مجموعة أوراسيا، يؤكدون أهمية هذه الاتفاقية لأهداف التنمية السعودية، بينما تظهر كيرستن فونتينروز أنها قد تتجاوز الاتفاقيات السابقة بتضمين أسلحة متقدمة ومبادرات لمكافحة الطائرات المسيّرة. رغم ذلك، تشوب الشكوك ثقة الرياض في الولايات المتحدة، خاصة بعد غياب الرد الأمريكي على هجمات 2019، مما دفع السعودية إلى توقيع اتفاقيات أخرى مثل تلك مع باكستان لتأمين خيارات بديلة.

نظرة إخبارية على الأحداث

في الجانب الآخر، يركز تقرير صحيفة الغارديان على تحديات نزع سلاح حركة حماس في غزة، حيث يؤكد الكاتب أن الحركة تعتمد على السلاح للحفاظ على سلطتها وسط الفوضى التي أعقبت انسحاب إسرائيل. لقد استغلت حماس الفراغ الأمني لتعزيز سيطرتها من خلال استعراضات قوة وإجراءات قمعية ضد المنافسين، مما يجعل نزع السلاح تحدياً سياسياً وأمنياً. الكاتب يوازن بين الجوانب الأخلاقية، مستشهداً بآراء المدنيين الذين ينددون بالإعدامات دون محاكمات عادلة، بينما يدعمون القمع لمكافحة الفوضى. في السياق السياسي، يشير التقرير إلى أن رفض إسرائيل أو السلطة الفلسطينية لشغل الفراغ يعزز دور حماس كـ”سلطة فعلية”، مما يقلل من فرص السلام الدائم دون معالجة قضية الحكم. أما فيما يتعلق بالكارثة البيئية، فإن تقرير صحيفة الإندبندنت يرسم صورة مدمّرة لغزة بعد الحرب، حيث دمرت معظم البنية التحتية، بما في ذلك 69% منها و80% من الأراضي الزراعية. التقرير يحذر من أن الأرض نفسها أصبحت غير صالحة للعيش بسبب تلوث المياه وانهيار شبكة الكهرباء، مما يهدد الصحة العامة ويمتد تأثيره إلى خارج الحدود. على الرغم من ذلك، يقترح استراتيجيات محلية مثل استخدام الطاقة الشمسية وإعادة تدوير الأنقاض لإعادة الإعمار، مشدداً على أن الانتظار للحلول السياسية غير مجدٍ. في النهاية، تتطلب إعادة بناء غزة مواجهة الدمار البيئي بشكل متكامل، لتجنب الوقوع في دوامة الأزمات المستمرة، حيث يؤكد الخبراء أن السلام الحقيقي يعتمد على إعادة تأهيل الأرض إلى جانب حلول النزاعات. هذه الجولة تعكس الروابط بين الأمن والتنمية، مؤكدة أن الحلول الدولية لا تكفي دون جهود محلية فاعلة.