خالد يوسف يكشف: رؤيتي مختلفة تمامًا عن يوسف شاهين.. ردًا على نصيحته “تعلم لتكون مختلفًا عني”

تحدث المخرج خالد يوسف في مهرجان الجونة السينمائي عن تجربته الشخصية والتأثيرات التي شكلت مسيرته، مشدداً على أهمية الابتكار في عالم السينما. كشف عن كلمات المخرج الراحل يوسف شاهين التي شكلت نقطة تحول في حياته، حيث قال له شاهين: “بعلمك علشان تكون مختلف عني”، محفزاً إياه على بناء هوية فنية مستقلة ومتميزة.

خالد يوسف: رؤية سينمائية فريدة

في سياق حديثه خلال الدورة الثامنة من مهرجان الجونة السينمائي، أكد خالد يوسف أن رؤيته السينمائية تشكلت تحت تأثير يوسف شاهين، الذي يعتبره واحداً من أعمدة السينما العربية. وفقاً ليوسف، لم يقتصر إرث شاهين على الأفلام والإنجازات الفنية، بل امتد إلى تشجيع أجيال جديدة من المخرجين للابتكار والتجريب. قال يوسف إن شاهين كان يؤمن بأهمية التعلم منه لكن مع الحفاظ على الاختلاف، موضحاً أن هذه الكلمات دفعته لصنع سينما تعبر عن هويته الشخصية وتتجاوز التقاليد السائدة. هذا النهج جعله يقدم أعمالاً تجمع بين الواقعية والإبداع، محافظاً على التراث بينما يفتح آفاقاً جديدة. كما أكد يوسف أن هذا النهج لم يكن مصادفة، بل نتيجة للتعليمات المباشرة من شاهين، الذي ركز على أن الفنان الحقيقي يجب أن يعبر عن نفسه دون محاكاة.

من جانب آخر، شهد المهرجان الثامن عرضاً واسعاً للأفلام من مختلف دول العالم، بما في ذلك حوالي 70 عملاً يغطي الروائي الطويل، الوثائقي، والقصير. برزت السينما المصرية هذا العام بشكل ملحوظ، مع عرض خمسة أفلام في مسابقات متعددة، بالإضافة إلى فيلم الافتتاح “هابي بيرث داي”. كما استضاف المهرجان عرضاً خاصاً لفيلم “السادة الأفاضل” بحضور فريقه الإبداعي، استعداداً لدخوله دور العرض يوم 22 أكتوبر.

المنظور الفني لخالد يوسف

يعد منظور خالد يوسف في السينما مزيجاً فريداً بين الإرث التقليدي والتجديد الحديث، حيث يرى أن الفيلم ليس مجرد قصة، بل أداة للتفاعل الاجتماعي والثقافي. هذا المنظور يتجلى في أعماله التي تتناول قضايا معاصرة بأسلوب يجمع بين الجماليات السينمائية العالمية والرواية المحلية، مما يجعله مختلفاً عن سابقيه مثل يوسف شاهين. على هامش المهرجان، أعلن عن تشكيل لجان التحكيم للدورة الجديدة، حيث ترأس النجمة ليلى علوي لجنة الأفلام الروائية الطويلة، مع مشاركة أسماء دولية مثل جيونا نازارو ورشيد مشهراوي. أما لجنة الأفلام الوثائقية، فترأسها المخرج الفرنسي نيكولا فيليبر، وتشمل شخصيات بارزة مثل محمد سعيد أوما وهالة جلال. في مجال الأفلام القصيرة، يقود مهدي فليفل اللجنة، بدعم من أندريا جاتوبولوس وغيرهم، بينما تضم لجنة النجمة الخضراء أعضاء مثل جانا وهبة ومي الغيطي. كما تشمل اللجان الأخرى، مثل لجنة الاتحاد الدولي للنقاد، أسماء مثل أمنية عادل وباميلا كوهين، وترأس لجنة جائزة نتباك آن ديمي جيرو.

يعكس هذا التنويع في لجان التحكيم التزام المهرجان بتعزيز التنوع الثقافي في السينما، مما يدعم رؤية خالد يوسف في أهمية الاختلاف والابتكار. في الختام، يظل مهرجان الجونة منصة حيوية للنقاش حول مستقبل السينما العربية، حيث يستمر خالد يوسف في دعوة الجيل الجديد للإبداع خارج القوالب التقليدية، مستلهماً من دروس يوسف شاهين. هذا النهج ليس فقط تكريماً للماضي، بل خطوة نحو مستقبل سينمائي أكثر تنوعاً وإثارة.