لندن تتصدر كعاصمة سرقة الهواتف في أوروبا.

في العاصمة البريطانية لندن، أصبحت سرقة الهواتف الذكية واحدة من أبرز التحديات الأمنية، حيث شهدت المدينة ارتفاعًا كبيرًا في حالات السرقة، مما أثر على حياة السكان والزوار يوميًا.

سرقة الهواتف الذكية في لندن

لقد تحولت لندن إلى إحدى المدن الأوروبية الأكثر تأثرًا بظاهرة سرقة الهواتف الذكية، حيث سُجلت أكثر من 80 ألف حالة سرقة خلال العام الماضي. هذا الرقم الهائل يسلط الضوء على انتشار الجريمة بشكل مخيف، مما يثير مخاوف واسعة بين السكان والسياح الذين يخشون فقدان أجهزتهم الشخصية. تُعد هذه السرقات ليس فقط خطفًا لأدوات تقنية حديثة، بل تهديدًا للخصوصية والأمان المالي، حيث تحتوي الهواتف عادةً على بيانات حساسة مثل معلومات مصرفية وبيانات شخصية. وفقًا لتقارير الأمن، فإن هذه الجريمة غالبًا ما تحدث في المناطق المزدحمة مثل محطات المترو والأسواق الشعبية، مما يجعلها سهلة التخطيط والتنفيذ. كما أن تزايد استخدام الهواتف في الحياة اليومية، مثل الدفع الإلكتروني والتواصل الاجتماعي، قد ساهم في جعلها هدفًا سهلًا لللصوص. هذا الوضع يعكس تحديات أوسع في مجال الأمان العام، حيث أصبحت السرقات المنظمة تعتمد على طرق متطورة مثل استخدام الدراجات أو السيارات للهروب بسرعة بعد الجريمة.

انتشار الجرائم الرقمية

بالإضافة إلى الانتشار السريع لسرقات الهواتف، أعلنت شرطة العاصمة البريطانية، الميتروبوليتان، عن ضبط أكثر من 2000 هاتف مسروق بالإضافة إلى نحو 200 ألف جنيه إسترليني خلال عمليات مداهمة لشبكات إجرامية منظمة. يُعتقد أن هذه الشبكات تقوم بتهريب الأجهزة المسروقة إلى دول مثل الصين ودول إفريقية، حيث يتم إعادة بيعها بأسعار مرتفعة في أسواق سوداء. هذا التهريب يعزز من اقتصاد الجريمة العابرة للحدود، مما يجعل مكافحتها أكثر تعقيدًا. مراقبون يرون أن ضعف الملاحقة الأمنية، بسبب الميزانيات المحدودة للشرطة، قد ساهم في تفاقم الظاهرة، حيث لا تكفي الجهود الحالية لتتبع المجرمين أو استرداد الأجهزة. في الوقت نفسه، هناك دعوات متزايدة لتعزيز التشريعات المتعلقة بالجرائم الرقمية، مع الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة مثل تطبيقات تتبع الهواتف وأنظمة التعرف على الوجوه للحد من نشاط العصابات. على سبيل المثال، يمكن لمنصات مثل Google وApple تعزيز ميزات الأمان لجعل الهواتف أقل عرضة للسرقة، مثل إمكانية الإغلاق عن بعد أو تفعيل إشعارات فورية عند محاولة استخدام الجهاز المسروق. كما يُقترح زيادة التعاون الدولي بين الشرطة في بريطانيا والدول المستوردة لمكافحة شبكات التهريب، مما قد يقلل من الطلب على هذه الأجهزة في الأسواق غير الرسمية. في نهاية المطاف، يتطلب حل هذه المشكلة جهودًا مشتركة من الحكومة والمستخدمين، حيث يمكن للأفراد أن يساهموا من خلال اتباع إجراءات وقائية مثل عدم استخدام الهواتف في الأماكن العامة بشكل مفتوح أو استخدام حافظات مقاومة للسرقة. هذه الخطوات ستساعد في استعادة الثقة في الأمان العام في لندن وتقليل تأثير الجرائم الرقمية على المجتمع.