المجلس الجهوي لعمادة الأطباء بقابس يطالب بتدخل فوري وفعال لمواجهة مصادر التلوث.

في ظل التحديات البيئية التي تواجه مدينة قابس، يبرز دور المجتمع في مواجهة التلوث المتزايد. يعبر المجلس الجهوي لعمادة الأطباء عن قلقه الشديد تجاه تفاقم المشكلات البيئية، مما يهدد صحة السكان ويؤثر على جودة الحياة اليومية.

دعوة لمحاربة التلوث في قابس

أصدر المجلس الجهوي لعمادة الأطباء بقابس بياناً يدعو فيه السلطات الجهوية والمركزية إلى اتخاذ إجراءات فورية وفعالة للحد من مصادر التلوث المختلفة في المنطقة. يؤكد البيان على ضرورة تقييم الأضرار الصحية والبيئية الناتجة عن هذه المصادر، خاصة تلك المتعلقة بالمجمع الكيميائي الذي يشكل خطراً كبيراً على سلامة المواطنين. يطالب المجلس بصياغة خطة واضحة ومفصلة للحماية البيئية، تهدف إلى تقديم حلول مستدامة تضمن لسكان قابس بيئة آمنة وصحية. كما يعبر عن استياء شديد من التدهور الواضح في الوضع البيئي، الذي يوصف بأنه “غير مقبول”، مؤكداً على أهمية تعزيز الجهود الجماعية لتحسين الوضع. في هذا السياق، يؤكد المجلس استعداده الكامل للتعاون مع جميع الأطراف المعنية، سواء كانت مؤسسات حكومية أو منظمات مجتمعية، لتطوير استراتيجيات فعالة تواجه التحديات المحلية وتعزز الوعي البيئي. كما يشير إلى أن التحركات المواطنية السلمية تعكس الواقع المزري الذي يعيشه الأهالي، حيث يشعرون بغياب أي مؤشرات على احترام حقوقهم في العيش في بيئة نظيفة وصحية، مما يدفع نحو الحاجة الملحة لتغيير جذري.

تحسين الوضع البيئي في الجهة

من الضروري الآن التركيز على تحسين الوضع البيئي بشكل شامل، حيث يمكن البدء بإجراء دراسات علمية دقيقة لقياس مستويات التلوث وتأثيره على الصحة العامة. على سبيل المثال، يمكن أن تشمل هذه الدراسات مراقبة جودة الهواء والمياه في مناطق قريبة من المجمع الكيميائي، بالإضافة إلى تقييم الآثار طويلة الأمد على السكان، مثل زيادة حالات الأمراض التنفسية أو مشكلات الجلد. كما يجب تشجيع التعليم البيئي في المدارس والمجتمعات المحلية لرفع الوعي حول مخاطر التلوث وكيفية المساهمة في الحلول، مثل تبني ممارسات صديقة للبيئة في الحياة اليومية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للشركات والمصانع في المنطقة أن تلعب دوراً إيجابياً من خلال تبني تقنيات نظيفة وتقليل الانبعاثات الضارة، مما يساهم في بناء شراكات مع الحكومة لضمان الامتثال للمعايير البيئية. في نهاية المطاف، يتطلب الأمر تعزيز الرقابة والمتابعة المستمرة للتأكد من تنفيذ الخطط الموضوعة، مع الاستفادة من التجارب الناجحة في دول أخرى حول العالم. هذا النهج الشمولي لن يحسن فقط الوضع البيئي في قابس، بل سيعزز أيضاً الاقتصاد المحلي من خلال جذب الاستثمارات في مجالات الطاقة المتجددة والسياحة البيئية، مما يوفر فرص عمل جديدة ويحسن جودة حياة السكان. لذا، يجب على جميع الأطراف العمل معاً لتحقيق رؤية مستقبلية تكفل للمواطنين حياة خالية من الخطر البيئي، مع الاستمرار في مراقبة التطورات وتقييم النتائج بشكل دوري. بذلك، يمكن لقابس أن تكون نموذجاً للتنمية المستدامة في المنطقة.