كشف المجر والكرملين عن الاستعدادات النهائية لعقد قمة بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين في بودابست.

في أحد التطورات الدبلوماسية البارزة، أكد رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان أن الترتيبات تتقدم بسرعة لتنظيم اجتماع مرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة بودابست. هذا اللقاء يأتي في سياق جهود دولية للعمل على حلول سلامية للصراعات العالمية، حيث يعد المجر موقعًا محايدًا يسعى لتعزيز الحوار بين القوى الكبرى.

اجتماع ترامب وبوتين في بودابست

أعلن أوربان عبر منصة فيسبوك أن الإعدادات تجري بكفاءة عالية، مضيفًا أنه قام بالتنسيق المباشر مع الجانب الروسي لضمان نجاح هذا الحدث. كما أكد أن هذا الاجتماع يمثل خطوة مهمة نحو إحلال السلام في أوروبا، خاصة في ظل التوترات الناتجة عن الصراع في أوكرانيا. من جانبه، تحدث وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو مع مسؤولين روس وأمريكيين، بما في ذلك مساعد الكرملين يوري أوشاكوف ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بالإضافة إلى نائب وزير الخارجية الأمريكي كريستوفر لانداو، لترتيب التفاصيل الدقيقة. وفقًا لسيارتو، الذي نشر تعليقًا على منصة “إكس”، فإن المجر ملتزمة بالدفاع عن السلام منذ بداية الأزمة الأوكرانية، وهي مستعدة لتقديم كل الشروط اللازمة لإجراء مفاوضات مثمرة تهدف إلى استعادة الاستقرار في المنطقة. هذه الجهود تبرز دور المجر كوسيط محتمل في القضايا الدولية.

قمة أمريكية-روسية لتعزيز السلام

أكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، خلال حديثه للصحفيين، أن الاجتماع بين ترامب وبوتين من المحتمل أن يحدث خلال الأسبوعين المقبلين، وهو ما يتزامن مع تصريحات سابقة من الجانب الأمريكي. بيسكوف أوضح أن هناك تفاهمًا عامًا بأن لا داعي لتأخير هذا اللقاء، معتبرًا أنه فرصة لمناقشة قضايا حيوية تتعلق بالأمن العالمي. ومع ذلك، طرح سؤال حول كيفية وصول بوتين إلى المجر، خاصة مع وجود قيود ناتجة عن مذكرة توقيف صادرة من المحكمة الجنائية الدولية في مارس 2023، التي تتهمه بالتورط في ترحيل أطفال أوكرانيين. بيسكوف أشار إلى أن هذا الأمر لم يتحدد بعد، لكنه أكد أن المجر، التي انسحبت من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية في وقت سابق من العام، لن تفرض أي إجراءات اعتقالية ضد بوتين خلال زيارته. هذا الانسحاب يجعل بودابست مكانًا آمنًا نسبيًا لمثل هذه اللقاءات، حيث يمكن تجنب المرور عبر دول أخرى ملتزمة بنظام روما.

بالإضافة إلى ذلك، كشف بيسكوف أن المكالمة الهاتفية التي مهدت الطريق لهذا الاجتماع جاءت بمبادرة من بوتين، وذلك بعد زيارة ترامب الأخيرة إلى الشرق الأوسط للتوسط في وقف إطلاق النار في غزة. وفقًا لتصريحات بيسكوف، كان بوتين يرغب أولاً في تهنئة ترامب على نجاحاته في تلك المهمة، مما يعكس رغبة مشتركة في تعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا. هذا اللقاء يمكن أن يغطي مجموعة واسعة من المواضيع، بما في ذلك النزاعات الدولية والتعاون الاقتصادي، ويشكل خطوة نحو تخفيف التوترات العالمية. في السياق نفسه، يُنظر إلى هذه القمة كفرصة لإعادة صياغة السياسات الدولية، حيث يسعى الطرفان إلى بناء جسور الثقة والتفاهم. مع تطور الأحداث، يبقى العالم متيقظًا لنتائج هذا الاجتماع، الذي قد يكون له تأثيرات بعيدة المدى على استقرار أوروبا والعالم أجمع.