الولايات المتحدة تقوم بعملية عسكرية جديدة قبالة سواحل فنزويلا مع نشر أسلحة متطورة تحديثية.

تم تنفيذ ضربة عسكرية أمريكية جديدة ضد سفينة مشتبه بها في نقل المخدرات قبالة سواحل فنزويلا، كما أفاد مسؤول أمريكي لوكالة رويترز. هذه الضربة، التي حدثت أمس، أسفرت عن العثور على ناجين من طاقم السفينة، فيما تشير التقارير إلى أن عمليات مماثلة في السابق أودت بحياة ما لا يقل عن 27 شخصًا. ومع تزايد الحشد العسكري الأمريكي في المنطقة، الذي يشمل مدمرات بصواريخ وطائرات متقدمة وغواصات نووية، يبرز تصعيد الرئيس دونالد ترامب في مواجهة الحكومة الفنزويلية، حيث يرى مسؤولو الإدارة الأمريكية أن هذه الإجراءات ضرورية لمكافحة “إرهاب المخدرات”. من ناحية أخرى، نفت فنزويلا هذه الاتهامات ووصفتها بالانتهاكات القانونية، مع مطالبة مجلس الأمن الدولي بالتدخل للدفاع عن سيادتها.

حرب ترامب ضد المخدرات

يؤكد البيت الأبيض أن الضربات العسكرية تمثل جزءًا من حرب شاملة ضد المنظمات المرتبطة بتهريب المخدرات من فنزويلا، معتبرًا أن الجهود التقليدية فشلت في منع تدفق المواد الخطرة. وفقًا للتقارير، أجاز ترامب للوكالة المركزية للاستخبارات (سي آي إيه) إجراء عمليات سرية داخل فنزويلا، مما أثار مخاوف من تصعيد الصراع ومحاولات لإزاحة الرئيس نيكولاس مادورو. كما كشفت صحيفة وول ستريت جورنال عن نشر أسلحة متقدمة في بحر الكاريبي وشمال فنزويلا، بما في ذلك قوات عمليات خاصة من فوج الطيران السري 160، الذي شارك سابقًا في عمليات مثل اغتيال أسامة بن لادن. هذا الانتشار يشمل مروحيات هجومية وأكثر من 6500 جندي، وفق تحليل صحيفة واشنطن بوست، الذي أشار إلى تدريبات قريبة من سواحل فنزويلا قد تكون استعدادًا لعمليات أكبر.

التصعيد في الكاريبي

أثار التصعيد العسكري مخاوف قانونية ودبلوماسية، حيث يتساءل خبراء وقانونيون عن مدى التزام هذه العمليات بقوانين الحرب الدولية. في كراكاس، وصف الرئيس مادورو الإجراءات الأمريكية بأنها اعتداء سافر، مذكرًا بتاريخ تدخلات وكالة الاستخبارات الأمريكية في دول أخرى. وفي خطاب رسمي، اتهم سفير فنزويلا لدى الأمم المتحدة الولايات المتحدة بقتل مدنيين في مياه دولية، مطالبًا ببيان دولي يدعم سيادة بلاده. بالتزامن مع ذلك، نفت نائبة الرئيس ديلسي رودريغيز تقارير إعلامية أمريكية تفيد بتفاوضها مع واشنطن لإزاحة مادورو مقابل الحفاظ على مناصبها، واصفة الروايات بأنها أكاذيب تستهدف الشعب الفنزويلي. ومع ذلك، يبدو أن التوترات مستمرة، حيث تعزز فنزويلا وضعها الداخلي بقيادة موحدة، مما يعكس تحديات إقليمية أوسع في مواجهة السياسات الأمريكية. هذه التطورات تبرز كيف يمكن أن يؤثر النزاع على استقرار المنطقة بأكملها، مع إمكانية انتشار الصراع إلى جوانب أخرى اقتصادية وسياسية.