ترامب يغير موقفه تجاه حماس: يتراجع عن تصريحاته السابقة ويوجه تهديداً عسكرياً مباشراً.

في السياق المتوتر للأوضاع في غزة، أعرب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن مخاوفه من تصعيد العنف، معتبرًا أن استمرار حركة حماس في عملياتها المسلحة قد يؤدي إلى تدخل عسكري. هذا التوتر يعكس التعقيدات في المنطقة، حيث يتصادم الاهتمامات الأمنية مع المساعي الدبلوماسية للحفاظ على السلام.

تهديدات ترامب لحركة حماس

أكد دونالد ترامب في منشور على منصته الاجتماعية أن استمرار حماس في أعمال العنف سيشكل تهديدًا يتطلب ردًا قاطعًا، مشددًا على أن الولايات المتحدة قد تكون مضطرة للتدخل إذا لم تتوقف الحركة عن قتل الأبرياء. هذه التصريحات جاءت بعد نقد سابق من ترامب لأفعال حماس، مما يظهر تباينًا في مواقفه، حيث كان قد عبّر عن قبول تجاه بعض عملياتها ضد أطراف إسرائيلية. ومع ذلك، أكد في تصريحات إعلامية أن الوضع الأمني في غزة معقد، وأن التزام الحركة باتفاقيات وقف إطلاق النار أمر حاسم، مع تحفظات حول إمكانية التدخل إذا فشلت في الالتزام.

تصريحات الرئيس الأمريكي حول السلام

تتجاوز تصريحات ترامب مجرد التهديدات، إذ يرتبط الأمر بالجهود الدبلوماسية الدولية لاحتواء التصعيد في غزة. أثار كلامه ردود فعل واسعة في الأوساط الإعلامية والدبلوماسية، حيث يثير تساؤلات حول تأثيرها على الاتفاقات الهشة لوقف إطلاق النار. في حديثه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بحثا تسريع عملية إعادة الأسرى، مع تأكيد ترامب دعمه لخطوات إسرائيل في مواجهة تأخيرات حماس. كما أعرب عن أهمية تحرير المحتجزين، مشيرًا إلى أن عدم التزام الحركة باتفاقات وقف النار قد يؤدي إلى استئناف القتال. في 10 أكتوبر، بدأ تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي شمل إطلاق سراح 20 أسيرا إسرائيليا وتبادل عدد من الجثث، مقابل إفراج إسرائيل عن 250 أسيرا فلسطينيا وآخرين تم اعتقالهم. ومع ذلك، يظل آلاف الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، يواجهون ظروفًا صعبة تشمل التعذيب والإهمال. في السياق الأوسع، ومنذ 7 أكتوبر 2023، شهدت غزة أحداثًا تراجعية، بما في ذلك خسائر بشرية هائلة بلغت نحو 68 ألف شهيد و170 ألف جريح، معظمها من الأطفال والنساء، إلى جانب أزمة إنسانية تشمل المجاعة التي أودت بحياة المئات. تواصل الجهات الدولية، بما في ذلك الولايات المتحدة، العمل على تعزيز الشروط لوقف النار وإدخال المساعدات الإنسانية، في محاولة لمنع تفاقم الوضع.