حمدان بن زايد يلتقي مريم المهيري ويستعرض مبادرات شركة «براري» في تعزيز الاستدامة البيئية
بقلم: [اسم الكاتب أو المصدر]
في خطوة ترسيخ لالتزام الإمارات العربية المتحدة بالتنمية المستدامة ومكافحة التغير المناخي، التقى سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي ورئيس هيئة الاستثمار، بسمو الشيخة مريم بنت محمد بن زايد آل نهيان، وزيرة المناخ والتغير البيئي. التقى الاثنان لاستعراض مبادرات شركة «براري» الرائدة في مجال الاستدامة البيئية، مما يعكس الجهود المشتركة لتعزيز البيئة وتعزيز الممارسات الخضراء في الإمارات وما وراءها.
يأتي هذا الاجتماع في سياق التركيز الوطني على تحقيق أهداف الاستدامة، خاصة مع اقتراب الإمارات من استضافة مؤتمر الأطراف الـ28 (COP28) للأمم المتحدة حول التغير المناخي. خلال اللقاء، الذي جرى في مقر الشركة في إمارة دبي، استعرض سمو حمدان بن زايد العديد من المبادرات الرائدة التي تقودها شركة «براري»، وهي شركة إماراتية متخصصة في الزراعة المستدامة، إدارة الموارد الطبيعية، والحلول البيئية المتكاملة. تمثل «براري» نموذجًا للابتكار البيئي، حيث تركز على دمج التقنية مع الممارسات الصديقة للبيئة لخفض البصمة الكربونية وتعزيز التنوع البيولوجي.
خلفية الشخصيات والشركة
سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان هو شخصية بارزة في منظومة القيادة الإماراتية، حيث يشغل مناصب عديدة تشمل رعاية المبادرات الاقتصادية والاجتماعية. من جانبها، سمو الشيخة مريم المهيري هي مهندسة بيئية متميزة، وتعتبر من أبرز الوجوه في مجال السياسات البيئية، حيث تولت منصب وزيرة المناخ عام 2022. الاجتماع يعكس التزام الإمارات بالتنسيق بين القطاعات الحكومية والخاصة لتحقيق رؤية “الإمارات 2031″، التي تهدف إلى جعل الدولة رائدة عالميًا في مجال الاستدامة.
أما شركة «براري»، فقد أسست عام 2010 كجزء من جهود تنويع الاقتصاد في الإمارات، وتتخصص في مشاريع الزراعة العضوية، إدارة المياه، وتطوير المناطق الخضراء. الشركة تعمل على أكثر من 100 ألف هكتار من الأراضي، وهي جزء من مجموعة «ماسدار» التابعة لشركة أبوظبي الوطنية للطاقة، مما يجعلها محركًا رئيسيًا للابتكار الخضراء في المنطقة.
استعراض المبادرات الرئيسية
خلال الاجتماع، ركز الجانبان على استعراض بعض المبادرات الرئيسية لشركة «براري»، وهي مبنية على أسس علمية وعملية لتعزيز الاستدامة البيئية. من أبرز هذه المبادرات:
-
برنامج الزراعة المستدامة: يهدف إلى زيادة إنتاج الغذاء المحلي بطريقة خالية من المواد الكيميائية، مع الاعتماد على تقنيات الري الحديثة لتوفير المياه. على سبيل المثال، حققت الشركة توفيرًا يصل إلى 30% في استهلاك المياه من خلال استخدام تقنيات الري بالتنقيط والتوقعات الجوية الذكية، مما يساهم في الحد من التأثير على الموارد الطبيعية.
-
مبادرة الحد من الكربون: تشمل هذه المبادرة زراعة ملايين الأشجار في الصحراء لامتصاص ثاني أكسيد الكربون، بالإضافة إلى تطوير مشاريع طاقة شمسية متكاملة مع الزراعة. على وجه الخصوص، ساهمت «براري» في إنشاء «حديقة البراري» في دبي، التي تغطي أكثر من 500 هكتار وتضم أنواعًا نباتية متنوعة، مما يعزز التنوع البيولوجي ويقلل من ارتفاع درجات الحرارة المحلية.
-
مشروعات التعليم والبحث: تعمل الشركة على شراكات مع الجامعات المحلية لتطوير برامج تثقيفية تهدف إلى تعليم الشباب حول أهمية الاستدامة. كما ساهمت في بحث تقنيات جديدة لإعادة استخدام النفايات الزراعية كوقود نظيف، مما يدعم أهداف الإمارات في الوصول إلى الصفر الصافي لانبعاثات الكربون بحلول عام 2050.
أكد سمو حمدان بن زايد على أهمية هذه المبادرات في تعزيز الاقتصاد الأخضر، مشيرًا إلى أنها تتوافق مع رؤية قيادة الإمارات في مكافحة التغير المناخي. من جانبها، أعربت سمو الشيخة مريم المهيري عن دعمها لمثل هذه المشاريع، مؤكدة أن التعاون بين القطاعين العام والخاص هو مفتاح التقدم نحو مستقبل مستدام.
أهمية الاجتماع وتأثيره المستقبلي
يُعد هذا الاجتماع خطوة حاسمة في تعزيز الجهود الوطنية للاستدامة، خاصة في ظل التحديات البيئية العالمية مثل جفاف المناطق الصحراوية وزيادة مستويات البحار. يعكس اللقاء التزام الإمارات بالقيادة العالمية في مجال البيئة، حيث أصبحت الدولة نموذجًا للدول النامية في دمج الابتكار مع الحفاظ على البيئة.
في الختام، أكد الجانبان على ضرورة توسيع الشراكات مع شركات مثل «براري» لدعم الاستراتيجيات الوطنية. هذا الاجتماع ليس مجرد استعراض للمبادرات، بل هو دعوة للعمل الجماعي لتحقيق عالم أكثر أمانًا بيئيًا. مع استمرار الإمارات في وضع معايير عالمية، يبقى التركيز على الاستدامة البيئية حجر الزاوية لمستقبل أكثر إشراقًا.
تعليقات