تصريحات رئيس حركة حماس في الضفة الغربية حول رفض الوصاية الدولية
في السياق الراهن للصراع الفلسطيني، أكد زاهر جبارين، رئيس حركة حماس في الضفة الغربية ورئيس مكتب الأسرى والشهداء، أن المقاومة تكتب اليوم صفحة مشرفة من خلال صفقة تبادل الأسرى ووقف الحرب. هذه الصفقة، المعروفة باسم “طوفان الأقصى”، تمثل بالنسبة له رمزاً للحرية والكرامة في تاريخ النضال الفلسطيني. جبارين وصفها بأنها واحدة من أعظم المحطات النضالية التي سجلت في تاريخ الشعب الفلسطيني، حيث جاءت حرية الأسرى محفوفة بدماء الشهداء. وفقاً لتصريحاته، فإن هذه الاتفاقية تعزز الالتزام بطريق المقاومة والحرية، متحدياً أي محاولات للتراجع عن هذا المسار. كما رفع التحية لأهالي غزة الذين صمدوا في وجه التحديات، مشدداً على أن غزة تظل رمزاً للعصيان والحياة والأناشيد المنشدة للحرية والنصر.
جبارين أكد أيضاً أن حركة حماس ملتزمة بتطبيق الاتفاق المتعلق بغزة، مع رفض مطلق لأي شكل من الوصاية الدولية على الشعب الفلسطيني. في رأيه، قد حان الوقت لمنح الشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره وبناء دولة مستقلة. وجه انتقاداته الحادة للجانب الإسرائيلي، مؤكداً أن حقوق الشعب الفلسطيني الوطنية ليست عرضة للمساومة، وأن الدولة الفلسطينية هي حق مشروع وليس منحة من أحد. كما أبرز أن صفقة “طوفان الأقصى” نجحت في تحرير أكثر من 4000 أسير فلسطيني، بما في ذلك أكثر من 500 محكوم بالسجن المؤبد، مشيراً إلى أن حرية باقي الأسرى تظل أمانة على عاتق الحركة، التي ستستمر في جهودها للإفراج عنهم.
تحديات المقاومة الفلسطينية وآفاق المستقبل
واصل جبارين تحذيراته من بقاء الأسرى في سجون الاحتلال، معتبراً أن ذلك سيحافظ على جذوة الصراع مشتعلة. وأشار إلى أن محاولات الاحتلال الإسرائيلي لضم الأراضي وتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية وتهويد القدس يمكن أن تحول المنطقة إلى برميل بارود ينفجر في أي وقت. كما دعا إلى ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين، ومنهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، معتبراً أن العالم يواجه اختباراً حقيقياً في الوقوف مع العدالة. في هذا السياق، شدد على ضرورة تطبيق الموقف الدولي لإقامة الدولة الفلسطينية وإنهاء ملف الأسرى بشكل كامل، مؤكداً أن أي سلام حقيقي في المنطقة يبدأ بإحقاق هذه الحقوق.
في الختام، حذر جبارين من العودة إلى مسار التطبيع الذي يتغاضى عن حقوق الشعب الفلسطيني، معتبراً أن اللحظة التاريخية التي خلقتها معركة “طوفان الأقصى” يجب استغلالها عربياً وإسلامياً لتعزيز إقامة الدولة الفلسطينية. كما أكد أن محاولات الاغتيال لن تخيف الحركة أو تكسر إرادتها، فهي مستعدة لدفع أي ثمن من أجل حرية الشعب وحقوقه المشروعة. لهذا، فإن المعركة لم تنتهِ بعد، بل هي مستمرة مع عنوانها الرئيسي: الحقوق الوطنية، الدفاع عن الأرض، حرية الأسرى، وحماية المقدسات. يظل النضال الفلسطيني رمزاً للصمود، حيث يسعى الشعب لتحقيق كرامته وسيادته في وجه التحديات المستمرة. هذه التصريحات تعكس التزاماً عميقاً بقضية الشعب الفلسطيني، وتدعو إلى استمرار الجهود للوصول إلى حل عادل وشامل.
تعليقات