تتبع تحقيق لمسارات سفن “أسطول الظل الروسي” وتقاطعاتها مع طائرات بدون طيار فوق مواقع أوروبية.

في الأسابيع الأخيرة، شهدت أوروبا سلسلة من الرصد لطائرات بدون طيار فوق مواقع مدنية وعسكرية رئيسية، مما أدى إلى تعطيل عمليات المطارات وإثارة حالة من الفوضى والقلق العام. منذ أن بدأت هذه الحوادث في النرويج وامتدت إلى دول أخرى مثل رومانيا، أصبحت هذه الظاهرة مصدر قلق كبير بين الدول الأوروبية، حيث يشكك الكثيرون في دور روسيا في هذه الأحداث. على سبيل المثال، أعلن وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس أن الشكوك تتجه نحو روسيا كجزء من استراتيجية واسعة يقودها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مما يعكس توترات جيوسياسية متزايدة في المنطقة.

طائرات بدون طيار تثير الفوضى في أوروبا

مع انتشار حوادث طائرات بدون طيار فوق مناطق استراتيجية في أوروبا، من النرويج إلى رومانيا، يواجه الخبراء صعوبة في تحديد المسؤولين الحقيقيين. يشير تقرير من شبكة CNN إلى أن التحقيقات أظهرت أدلة في بعض الحالات، مثل تلك التي عثر عليها في بولندا، حيث تم العثور على بقايا تشير إلى تورط محتمل. ومع ذلك، في حالات أخرى مثل الدنمارك، يبقى الأمر محاطاً بالغموض، حيث لم يتم العثور على أي أدلة واضحة. بحث الفريق في طرق الشحن وبيانات الرحلات الجوية، بالإضافة إلى مقابلة مصادر استخباراتية غربية، لكن هذه الجهود لم تؤدِ إلى إثبات قاطع. على الرغم من ذلك، تبرز نظرية واحدة بشكل متكرر بين المتخصصين، وهي أن “أسطول الظل الروسي” – وهو مجموعة من السفن السرية التي تجنب العقوبات الغربية – قد يكون له دور في هذه العمليات، على الرغم من نقص الدليل الساطع. يستمر القادة الأوروبيون في اتهام روسيا، لكن الأدلة القاطعة على تورط الكرملين تبقى نادرة، مما يعزز من حالة التوتر والارتباك في السياق الدولي.

الطائرات الغير مأهولة والشكوك الجيوسياسية

في ظل هذه التطورات، يبرز دور الطائرات غير المأهولة كأداة استراتيجية قد تستخدم لإثارة الاضطراب دون خوض صراع مباشر. تتحدث التقارير عن كيف أن هذه الطائرات قد تكون جزءاً من حملة أكبر تهدف إلى اختبار قدرات الدفاع الأوروبية، حيث تم رصدها في مناطق حساسة مثل المطارات والقواعد العسكرية. مراسلة CNN، كاتي بولغلاس، قامت بتحقيق شامل في هذه الحوادث، حيث استعرضت كيف أن الاتهامات غير المثبتة يمكن أن تزيد من التوترات بين روسيا والغرب. على سبيل المثال، في الدنمارك، لم يترك الحادث أي أثر واضح، مما جعل التحليلات تتجه نحو سيناريوهات معقدة تشمل شبكات دولية سرية. ومع ذلك، يؤكد الخبراء أن فحص الطرق اللوجستية للطائرات يمكن أن يكشف عن روابط غير مباشرة، مثل استخدام السفن لنقل المعدات عبر البحار دون كشفها. هذه الحالات تجعل من الصعب الرد بفعالية، حيث يتطلب الأمر تعاوناً دولياً أكبر لمكافحة مثل هذه التهديدات. في السياق العام، يشير ذلك إلى تغير في ديناميكيات الصراعات الحديثة، حيث أصبحت التقنيات المتقدمة مثل الدرونز أداة رئيسية في المناوشات غير التقليدية. بالإضافة إلى ذلك، يؤثر هذا على الاقتصاد، إذ أن تعطيل المطارات يؤدي إلى خسائر مالية كبيرة ويزيد من وتيرة الاستعدادات الأمنية في الدول الأوروبية. مع استمرار التحقيقات، يبقى السؤال المحوري حول ما إذا كانت هذه الأحداث هجوماً مدروساً أم مجرد اختبارات، لكن النتيجة الواضحة هي زيادة اليقظة والتعاون بين الدول لمواجهة المخاطر المستقبلية.