خبراء يحثون على حظر فلاتر السجائر في بريطانيا بسبب مخاطرها الخطيرة على الصحة والبيئة.

في السنوات الأخيرة، أصبحت قضية التدخين والمخاطر المرتبطة بها محور اهتمام دولي، خاصة مع الكشف عن جوانب غير معروفة سابقًا حول منتجات التبغ. يبرز ذلك في التحذيرات المتزايدة من خبراء الصحة العامة، الذين يؤكدون ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لمواجهة المشكلات الناتجة عن بعض مكونات السجائر.

حظر فلاتر السجائر: مخاطرها الصحية والبيئية

تُعد فلاتر السجائر أحد العناصر الأكثر شيوعًا في منتجات التبغ، إلا أنها، وفقًا للخبراء، ليست سوى وهم من حماية الصحة. في تقرير حديث من السلطات البريطانية، يؤكد المختصون أن هذه الفلاتر لا تقدم أي فائدة حقيقية، بل تعزز من الضرر الصحي والتلوث البيئي. على سبيل المثال، أشارت الدكتورة كاثرين إيست، أستاذة الصحة العامة بجامعة برايتون وسوسيكس، إلى أن الفلاتر تخلق شعورًا كاذبًا بالأمان، حيث لا تقلل من مستويات السموم المستنشقة، بل قد تزيد منها. هذا يحدث لأنها تشجع المدخنين على استنشاق عميق أكبر للحصول على النيكوتين، مما يؤدي إلى ترسب ألياف خلات السليلوز والجسيمات البلاستيكية الدقيقة في الرئتين، وبالتالي زيادة خطر الإصابة بأمراض خطيرة مثل سرطان الرئة الغدي.

في المملكة المتحدة، حيث يصل عدد المدخنين إلى حوالي 6 ملايين شخص يستهلكون في المتوسط 11 سيجارة يوميًا، يشيع الاعتقاد الخاطئ بين أكثر من 75% من السكان، وما يقرب من 80% من المدخنين، بأن الفلاتر توفر درعًا حاميًا ضد مخاطر التدخين. ومع ذلك، يحذر الباحثون من أن هذه الفلاتر تعمل على جعل السجائر أكثر جاذبية، مما يزيد من عمق الاستنشاق ويفاقم الآثار السلبية، بما في ذلك تعزيز خطر الإصابة بأمراض الرئة القاتلة. كما أنها تشكل تهديدًا بيئيًا كبيرًا، حيث أن المواد البلاستيكية المستخدمة فيها تسهم في تلوث المياه والتربة، مما يعيق جهود مكافحة التغير المناخي.

منع فلاتر التبغ في سياق التنظيمات الجديدة

مع تزايد الوعي بتلك المخاطر، يُنظر إلى مشروع قانون التبغ والسجائر الإلكترونية في المملكة المتحدة كفرصة ذهبية لإصلاح السياسات. هذا القانون، الذي يهدف إلى منع التدخين لجميع الأشخاص الذين ولدوا بعد عام 2009، يمكن أن يمتد ليشمل حظر استخدام فلاتر السجائر بشكل كامل. يقترح الخبراء ربط هذا الحظر بحملات توعية واسعة النطاق، تهدف إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة حول فوائد هذه الفلاتر وتعزيز فهم مخاطرها الحقيقية. من خلال ذلك، يمكن تحقيق تقدم ملحوظ في تقليل معدلات التدخين وتحسين جودة الحياة، مع التركيز على البدائل الأكثر أمانًا والتعليم الصحيح.

في الختام، يتطلب الأمر جهودًا مشتركة من الحكومات والمجتمعات لمواجهة هذه التحديات، حيث أن حظر فلاتر السجائر ليس مجرد خطوة تنظيمية، بل هو جزء من استراتيجية أوسع لتعزيز الصحة العامة والبيئة. من خلال تعزيز الوعي وفرض القوانين المناسبة، يمكننا تحقيق مجتمع أكثر صحة واستدامة، مع التركيز على منع الأجيال القادمة من التعرض لمخاطر التدخين المستمرة. وبهذا النهج، نعمل على بناء مستقبل أفضل يتجاوز الآثار السلبية للتبغ ويحقق توازنًا بين الصحة والحماية البيئية.