توجيه رئيس الدولة بتوسيع مساحات المحميات الطبيعية في أبوظبي

رئيس الدولة يوجه بزيادة مساحة المحميات الطبيعية في إمارة أبوظبي

بقلم: فريق التحرير – جريدة الوطن

أبوظبي – في خطوة تؤكد التزام الإمارات العربية المتحدة بحماية البيئة وتعزيز التنمية المستدامة، أصدر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، توجيهاً بزيادة مساحة المحميات الطبيعية في إمارة أبوظبي. هذا القرار، الذي أعلن عنه خلال اجتماع حكومي رفيع المستوى، يهدف إلى تعزيز الحفاظ على التنوع البيولوجي ومكافحة تغير المناخ، معتبراً خطوة حاسمة نحو بناء مستقبل أخضر للإمارات.

في التفاصيل، يشمل التوجيه زيادة مساحة المحميات الطبيعية الحالية بنسبة تصل إلى 30% خلال السنوات الخمس القادمة، مما سيرفع إجمالي المساحة المحمية إلى أكثر من 10% من إجمالي مساحة الإمارة. وفقاً للمصادر الرسمية، فإن هذه الزيادة ستشمل مناطق جديدة في صحراء الربع الخالي وشواطئ المناطق الساحلية، حيث تتميز هذه المناطق بأنواع نادرة من الحيوانات والنباتات، مثل الظباء البرية والسلاحف البحرية. سيشرف على تنفيذ هذا القرار هيئة البيئة في أبوظبي، بالتعاون مع الجهات الحكومية المعنية، مع التركيز على إجراء دراسات بيئية شاملة لتحديد المناطق الأكثر أهمية.

كشف مصدر مطلع في السلطات المختصة أن هذا التوجيه يأتي في سياق الجهود الوطنية لتحقيق أهداف الإمارات في مجال الاستدامة، وفقاً لخطة “الإمارات 2050” التي تهدف إلى تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على الموارد الطبيعية. وقال المصدر: “يؤكد سموه دائماً على أن الحفاظ على البيئة هو أحد أهم أركان التنمية الشاملة، وهذا القرار سيسهم في تعزيز دور الإمارات كمركز عالمي للحماية البيئية”.

من جانبه، أكد خبراء بيئيون أن زيادة مساحة المحميات ستساهم في مكافحة التصحر والتلوث، وتعزيز السياحة المستدامة التي باتت مصدراً مهماً للاقتصاد الإماراتي. وفي تصريح لوكالة الأنباء الإماراتية، قال الدكتور أحمد العوضي، خبير بيئي: “هذا التوجيه يعكس رؤية واضحة لمستقبل أكثر أماناً، حيث سيسمح بإعادة تأهيل المناطق المهددة وتعزيز التنوع الحيوي، مما يدعم أهداف اتفاقية باريس للمناخ”.

وتأتي هذه الخطوة بعد سلسلة من الإنجازات البيئية في الإمارات، بما في ذلك إنشاء محميات طبيعية مثل محمية الخور في أبوظبي، التي نجحت في حماية آلاف الأنواع من الطيور المهاجرة. كما أنها تتوافق مع جهود الإمارات في استضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن التغير المناخي (COP28) الذي عقد مؤخراً في دبي، حيث شددت القيادة على أهمية الحفاظ على الكوكب.

في الختام، يُعد توجيه رئيس الدولة خطوة تاريخية نحو تعزيز الالتزام الإماراتي بالبيئة، وهو يرسم خارطة طريق واضحة للأجيال القادمة. وسيشكل هذا القرار محفزاً للقطاع الخاص والمجتمع المدني للمساهمة في مشاريع الحماية البيئية، مما يعزز من مكانة الإمارات كقائدة في مجال التنمية المستدامة عالمياً.

جريدة الوطن – 10 يناير 2024