انفتاح عالمي.. مشاركة بارزة لمركز “المستقبل” في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب 2025
في ظل العالم المتصل الذي نعيشه، يُعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب أحد أبرز المنصات التي تعزز التواصل الثقافي والفكري بين الشعوب. ومع اقتراب الدورة الجديدة للمعرض في عام 2025، يبرز اسم مركز “المستقبل” كمشارك بارز، مساهمًا في تعزيز مفهوم الانفتاح العالمي من خلال عرض إرثه الفكري والثقافي. هذا الحدث يعكس كيف يمكن للمؤسسات العربية أن تكون جزءًا فاعلًا في الحوار العالمي، محولة التبادل الثقافي إلى جسر للتقارب والتفاهم.
أهمية معرض فرانكفورت الدولي للكتاب
يُقام معرض فرانكفورت الدولي للكتاب سنويًا في مدينة فرانكفورت الألمانية، وهو أكبر تجمع عالمي للناشرين والكتاب والمفكرين، حيث يجمع بين أكثر من 7,000 ناشر وممثل من حوالي 100 دولة. يُعتبر هذا المعرض نقطة تحول لصناعة الكتاب، حيث يتم الإعلان عن إصدارات جديدة، وإقامة ورش عمل، ومناقشات حول قضايا عالمية مثل التغير المناخي، الذكاء الاصطناعي، والتنوع الثقافي. في دورة 2025، من المتوقع أن يركز المعرض على قيمة الانفتاح العالمي، خاصة في ظل التحديات الجيوسياسية الحالية، مما يجعل مشاركة مركز “المستقبل” خطوة استراتيجية نحو تعزيز دور الثقافة العربية في هذا السياق.
من هو مركز “المستقبل” ودوره في هذه المشاركة؟
مركز “المستقبل” هو مؤسسة بحثية وثقافية مرموقة، تأسست في الوطن العربي لتعزيز البحث العلمي والفكري، مع التركيز على قضايا مستقبلية مثل التعليم، الابتكار، والتنمية المستدامة. منذ إنشائه، كان المركز يسعى لربط العالم العربي بالعالم الخارجي من خلال نشر كتب ودراسات مترجمة، وتنظيم فعاليات دولية. في معرض فرانكفورت 2025، ستقدم المؤسسة مشاركة بارزة تشمل عرض مجموعة من الكتب الجديدة، التي تغطي مواضيع متنوعة مثل “المستقبل الرقمي في العالم العربي” و“قضايا التنوع الثقافي في عصر العولمة”. كما من المنتظر أن يشارك المركز في جلسات نقاشية حول دور اللغة العربية في الساحة الدولية، بالتعاون مع ناشرين أوروبيين وأمريكيين.
تأتي هذه المشاركة كرد على دعوة رسمية من منظمي المعرض، الذي يهدف هذا العام إلى تسليط الضوء على الثقافات الناشئة. سيعرض مركز “المستقبل” أكثر من 50 عنوانًا، بينها كتب مترجمة إلى الإنجليزية والألمانية، مما يعكس التزمه بالانفتاح العالمي. على سبيل المثال، سيتم إطلاق كتاب “رؤى عربية للمستقبل”، الذي يجمع بين آراء خبراء عرب في مجالات الاقتصاد والثقافة، ويهدف إلى تقديم منظور عربي متجدد للقضايا العالمية. كما ستقام ورش عمل متخصصة، مثل “كيف يمكن للثقافة العربية أن تكون جزءًا من الابتكار العالمي”، برعاية المدير التنفيذي للمركز، الذي سيشارك كمتحدث رئيسي.
انفتاح عالمي: جسر نحو التعاون
يعكس انخراط مركز “المستقبل” في هذا المعرض مفهوم الانفتاح العالمي بشكل عملي، حيث يُظهر كيف يمكن للمؤسسات الثقافية العربية أن تتجاوز الحدود الجغرافية واللغوية. في عصر الرقمنة، أصبح الانفتاح أكثر من مجرد تبادل الكتب؛ إنه تبادل الأفكار والرؤى. من خلال هذه المشاركة، يسعى المركز إلى تعزيز الشراكات مع ناشرين دوليين، مما قد يؤدي إلى ترجمة المزيد من الأعمال العربية ونشرها عالميًا. هذا التوجه يتناسب مع أهداف الأمم المتحدة في تعزيز التنوع الثقافي، ويساهم في مكافحة الاستشراق السلبي، من خلال تقديم صورة حقيقية عن الثقافة العربية كمركز إبداع وابتكار.
علاوة على ذلك، من المتوقع أن تؤثر هذه المشاركة على الساحة المحلية، حيث يمكن أن تشجع المزيد من الكتاب والمفكرين العرب على التوجه نحو السوق العالمية. بحسب تقرير صادر عن المركز، فإن مثل هذه الفعاليات تزيد من مبيعات الكتب العربية بنسبة تصل إلى 30%، مما يدعم الاقتصاد الثقافي ويعزز التبادل الفكري.
خاتمة: خطوة نحو مستقبل مشرق
في الختام، تشكل مشاركة مركز “المستقبل” في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب 2025 نموذجًا للانفتاح العالمي، الذي يجسد قيم التواصل والتفاهم بين الثقافات. هذا الحدث ليس مجرد عرض للكتب، بل هو دعوة للحوار العالمي، حيث يبرز العالم العربي كشريك فعال في رسم خارطة المستقبل. مع اقتراب المعرض، يتأكد لنا أن مثل هذه المبادرات ستعزز من دور الثقافة العربية في العالم، محولة التحديات إلى فرص للتقدم. إنها خطوة نحو عالم أكثر انفتاحًا وتكاملًا، حيث تتحد الأفكار لتشكل مستقبلًا أفضل للجميع.
تعليقات