احتفال الإمارات بيوم الأغذية العالمي: توعية وتكريم العالم الغذائي

الإمارات تحتفي بـ”يوم الأغذية العالمي”.. مبادرات لتعزيز الأمن الغذائي ومكافحة الجوع

بقلم: محمد العلي
جريدة الوطن
تاريخ النشر: 16 أكتوبر 2023

في الذكرى السنوية لـ”يوم الأغذية العالمي”، الذي يحتفل به كل عام في 16 أكتوبر، تعمل دولة الإمارات العربية المتحدة على تعزيز دورها في مكافحة الجوع وتعزيز الأمن الغذائي عالميًا. هذا اليوم، الذي أسسته منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، يسلط الضوء على تحديات الغذاء في العالم، ويحث الدول على تبني سياسات مستدامة لضمان وصول الجميع إلى الغذاء الآمن والمغذي. وفي هذا السياق، تبرز الإمارات كقدوة في الالتزام بهذه الرسالة، من خلال سلسلة من المبادرات والفعاليات التي أقيمت في جميع أنحاء البلاد.

أهمية يوم الأغذية العالمي

يحتفل العالم بـ”يوم الأغذية العالمي” لتذكير الجميع بأن الجوع لا يزال يهدد حياة ملايين الأشخاص. وفقًا لتقرير منظمة الفاو لعام 2023، يعاني أكثر من 828 مليون شخص حول العالم من الجوع المزمن، بينما يواجه آخرون مخاطر نقص التغذية بسبب التغيرات المناخية والصراعات المسلحة. هذا اليوم يتبنى شعارًا سنويًا يركز على قضايا محددة، وفي النسخة الحالية، جاء تحت شعار “الغذاء المستدام للجميع.. بناء مستقبل خالٍ من الجوع”. وتسعى الإمارات إلى دعم هذا الشعار من خلال استراتيجياتها الوطنية التي تركز على الابتكار الزراعي والاستدامة البيئية.

فعاليات الإمارات في الاحتفال باليوم

شهدت الإمارات، هذا العام، سلسلة من الفعاليات الرئيسية التي تجسد التزامها بالأغذية الآمنة والمستدامة. في أبوظبي، نظم وزارة التغير المناخي والبيئة، بالتعاون مع منظمة الفاو، ورش عمل وندوات حول دور الزراعة الحديثة في تعزيز الأمن الغذائي. كما شاركت جامعة الإمارات في تنظيم معرض فني يعرض ابتكارات محلية في مجال الزراعة المائية والزراعة العمودية، والتي تساعد في تقليل الاعتماد على الواردات الخارجية.

في دبي، أطلقت مبادرة “مبادرة محمد بن راشد العالمية” حملة توعوية تحت عنوان “غذاء للجميع”، تهدف إلى توزيع سلال غذائية على العائلات الأقل حظًا داخل البلاد وفي الدول المتضررة من الجوع. ومن المثير للإعجاب أن الإمارات ساهمت بمبلغ 50 مليون دولار في صندوق الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، مما يعكس دورها الريادي في مساعدة الدول النامية. كما نظمت الهيئة الاتحادية للتنمية الزراعية جولات تدريبية للشباب على تقنيات الزراعة المستدامة، بهدف تشجيع الابتكار المحلي.

وقالت سارة الخالدي، مديرة برنامج الأمن الغذائي في وزارة التغير المناخي: “يوم الأغذية العالمي يمثل فرصة للتأكيد على التزام الإمارات ببناء مستقبل غذائي آمن. نحن نعمل على تحويل التحديات إلى فرص من خلال الاستثمار في التكنولوجيا الزراعية، مثل استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين إنتاجية المحاصيل في بيئة صحراوية.” وأضافت أن الإمارات تركز على خفض الهدر الغذائي، حيث يُهدر حوالي 30% من الإنتاج الغذائي عالميًا، وفقًا للإحصاءات.

مبادرات وطنية لتعزيز الأمن الغذائي

تعتبر الإمارات من الدول الرائدة في استراتيجيات الأمن الغذائي، حيث أطلقت خطة “الإمارات 2071” التي تشمل تحقيق الاكتفاء الذاتي في الغذاء بنسبة 50% بحلول عام 2051. كما أن برنامج “زراعة الإمارات” يدعم المزارعين المحليين بتقنيات متطورة، مثل الري بالتنقيط والحصاد المستدام، لمواجهة التحديات البيئية. وفي السياق الإقليمي، شاركت الإمارات في مؤتمر الفاو السنوي، حيث قدمت تقريرًا عن جهودها في دعم الدول الأفريقية والآسيوية المجاورة.

من بين الإنجازات البارزة، تمكن الإمارات من زيادة إنتاج الخضروات المحلية بنسبة 20% خلال السنوات الخمس الماضية، وفقًا لإحصاءات وزارة الاقتصاد. كما أن مشاريع مثل “حديقة دبي للأغذية” تعمل على تعليم الأجيال الشابة أهمية الزراعة المستدامة، مما يعزز الوعي البيئي.

دعوة للتعاون العالمي

مع انتهاء احتفالات يوم الأغذية العالمي، يؤكد خبراء أن التحديات الغذائية تتطلب تعاونًا دوليًا مكثفًا. قال الدكتور أحمد المهيري، خبير في التنمية الزراعية: “الإمارات تجسد قصة نجاح في مواجهة الجوع، لكن النجاح الحقيقي يأتي من شراكات عالمية. يجب أن نعمل معًا لضمان أن كل شخص يحصل على غذاء نظيف ومغذي.”

في الختام، تحتفي الإمارات بـ”يوم الأغذية العالمي” لا كحفلة عابرة، بل كفرصة لتعزيز دورها في بناء عالم خالٍ من الجوع. من خلال مبادراتها الإنسانية والابتكارية، تثبت الإمارات أن الالتزام بالأمن الغذائي هو جزء أساسي من مستقبل مستدام. وفي هذا اليوم، ندعو الجميع إلى المساهمة في هذه الجهود، سواء بالتطوع أو دعم المشاريع المحلية، لنحقق معًا هدفًا عالميًا مشتركًا.