تتجه أنظار الجماهير العربية والمغربية مساء الأربعاء 15 أكتوبر 2025 إلى ملعب إلياس فيغيروا براندر في تشيلي، حيث يخوض منتخب المغرب للشباب مواجهة مصيرية أمام المنتخب الفرنسي في الدور نصف النهائي من بطولة كأس العالم تحت 20 عامًا. المباراة تعد من أبرز مواجهات البطولة، إذ تمثل فرصة تاريخية لـ “أشبال الأطلس” لبلوغ النهائي لأول مرة في تاريخهم، بعد مشوار مليء بالإصرار والإنجازات.
منتخب المغرب في كأس العالم تحت 20 عامًا
دخل المنتخب المغربي البطولة بثقة كبيرة تحت قيادة المدرب الوطني محمد وهبي، واستطاع منذ الدور الأول أن يفرض نفسه كأحد أبرز المنتخبات المرشحة للتتويج. فقد تصدّر مجموعته برصيد 6 نقاط بعد فوزين تاريخيين على إسبانيا (2-1) والبرازيل (1-0)، ما عكس مدى تطور الكرة المغربية على مستوى الفئات السنية.
البطولة الدولية للشباب
وفي الأدوار الإقصائية، واصل الشباب المغاربة تقديم عروض قوية، حيث تجاوزوا كوريا الجنوبية في ثمن النهائي بنتيجة (2-1)، قبل أن يحققوا فوزًا كبيرًا على الولايات المتحدة الأمريكية (3-1) في ربع النهائي. هذه النتائج جعلت من المغرب الممثل الوحيد للعرب وإفريقيا في المربع الذهبي، وحامل آمال الجماهير العربية بأكملها. تحظى المباراة بمتابعة واسعة من الجماهير العربية التي ترى في المنتخب المغربي ممثلًا للأمة العربية في هذه البطولة العالمية. ومن المتوقع حضور كبير للجالية المغربية المقيمة في تشيلي لدعم المنتخب من المدرجات، حيث ستُرفع الأعلام الحمراء وتُردّد الأهازيج المغربية المعتادة في أجواء احتفالية مميزة. كما خصصت القنوات الرياضية العربية تغطية مكثفة للمواجهة المرتقبة، مع استوديو تحليلي قبل المباراة بساعة كاملة، يضم محللين من المغرب وتونس ومصر لمناقشة نقاط القوة والضعف في كلا المنتخبين. وسيتابع ملايين المشجعين حول العالم اللقاء عبر منصات البث المباشر مثل “يلا شوت” و”كورة لايف” و”الوطن سبورت” التي تنقل تفاصيل المباراة لحظة بلحظة، بما في ذلك التحليلات الفنية وملخصات ما بين الشوطين. يُعد وصول المغرب إلى هذا الدور إنجازًا استثنائيًا، خاصة في ظل خروج كبار القارة الإفريقية مثل مصر ونيجيريا وجنوب إفريقيا من الأدوار المبكرة. وبات المنتخب المغربي اليوم يحمل على عاتقه آمال العرب وإفريقيا في تحقيق إنجاز غير مسبوق، وهو الوصول إلى نهائي كأس العالم للشباب وربما التتويج باللقب للمرة الأولى. ويرى الخبراء أن الجيل الحالي من اللاعبين يمثل مستقبل الكرة المغربية، بما يملكه من مهارة فردية وروح قتالية عالية. كما أكد المدرب وهبي في تصريحاته الأخيرة أن الهدف ليس مجرد بلوغ النهائي، بل رفع الكأس باسم القارة السمراء والعالم العربي. تختم الجماهير المغربية يومها بدعوات متواصلة للفريق الشاب بأن يواصل المشوار بثبات، وأن يتحول “حلم النهائي” إلى واقع تاريخي يزين سجل كرة القدم المغربية. المباراة بين المغرب وفرنسا ليست مجرد مواجهة نصف نهائي، بل هي صراع بين الطموح العربي والعراقة الأوروبية. وإن تمكن “أشبال الأطلس” من تحقيق الفوز، فسيكون ذلك لحظة فارقة في تاريخ الرياضة المغربية والعربية، تكتب بأحرف من ذهب في سجل بطولات الشباب العالمية.

تعليقات