برنامج ثري لـ «أبوظبي للغة العربية» يشع نوره في معرض فرانكفورت للكتاب: رحلة نحو تعزيز اللغة العربية عالميًا
مقدمة
يُعتبر معرض فرانكفورت للكتاب، الذي يقام سنويًا في ألمانيا، أكبر حدث عالمي لصناعة الكتاب، حيث يجمع بين عشاق القراءة، الناشرين، الكتاب، والمؤلفين من مختلف أنحاء العالم. في إحدى فعاليات هذا العام، برز دور «أبوظبي للغة العربية» – وهي الجهة الرسمية في دولة الإمارات العربية المتحدة المسؤولة عن تعزيز اللغة العربية كلغة ثقافية وأدبية عالمية – من خلال برنامجها المميز المعروف بـ«برنامج ثري». يركز هذا البرنامج على تعزيز التواصل الثقافي والأدبي بين العربية واللغات الأخرى، وكان له حضور قوي في المعرض، مما يعكس التزام الإمارات بتراثها اللغوي.
خلفية عن «أبوظبي للغة العربية» وبرنامج ثري
أُنشأت «أبوظبي للغة العربية» كجزء من جهود الإمارات للحفاظ على اللغة العربية كرمز حضاري. البرنامج الثري، الذي يُعتبر أحد أعمدة عمل هذه الجهة، يركز على دعم الترجمة، نشر الكتب العربية، وتنظيم ورش عمل تتناول قضايا اللغة والأدب. كلمة «ثري» هنا تدل على الثراء الثقافي والتنوع، حيث يهدف البرنامج إلى جعل اللغة العربية جزءًا من الحوار العالمي، خاصة من خلال المبادرات الدولية مثل معرض فرانكفورت.
في هذا السياق، مثلت مشاركة «أبوظبي للغة العربية» في معرض فرانكفورت فرصة لعرض برنامج ثري، الذي شمل مجموعة من الأنشطة الرئيسية. كان البرنامج يركز على ثلاثة محاور رئيسية: الترجمة كأداة للتواصل، تعزيز دور الأدب العربي في الساحة الدولية، والحوار بين الثقافات. هذا البرنامج لم يكن مجرد سلسلة من الفعاليات، بل تمثيلًا للرؤية الإماراتية في بناء جسور بين الشرق والغرب.
الأنشطة الرئيسية للبرنامج في المعرض
شهد معرض فرانكفورت، الذي استمر لعدة أيام، مشاركة حيوية من «أبوظبي للغة العربية» من خلال برنامج ثري. من بين أبرز الأنشطة:
-
ورش عمل ومحادثات ثقافية: نظم البرنامج جلسات نقاشية حول أهمية الترجمة في نشر التراث العربي. على سبيل المثال، تم تنظيم ورشة بعنوان «اللغة العربية في عالم الترجمة»، شارك فيها كتاب ومترجمون عرب وأجانب. بحثت هذه الجلسات كيف يمكن للترجمة أن تكسر الحواجز اللغوية وتعزز الوعي بالأدب العربي، مثل روايات نجيب محفوظ وغسان كنفاني.
-
عرض الكتب والنشر: قدمت «أبوظبي للغة العربية» معرضًا خاصًا للكتب العربية المترجمة، حيث تم إبرام اتفاقيات مع ناشرين أوروبيين لترجمة أكثر من 20 كتابًا عربيًا إلى اللغات الأوروبية. كما تم إطلاق كتيب خاص يسرد برامج الجهة في دعم الناشرين الناشئين، مما يعزز من صناعة النشر في الإمارات.
-
الفعاليات الثقافية: احتفل البرنامج بأمسيات شعرية وقراءات أدبية، حيث قدم كتاب إماراتيون مثل سلطان الرميثي أعمالهم أمام جمهور دولي. كما تم التركيز على دور اللغة العربية في الثورة الرقمية، مع مناقشة كيف يمكن للتكنولوجيا أن تحافظ على اللغة في عصر الذكاء الاصطناعي.
لم يقتصر نجاح برنامج ثري على الأنشطة الثقافية فحسب، بل امتد إلى الشراكات الدولية. على سبيل المثال، وقعت اتفاقيات مع مؤسسات أوروبية لدعم برامج تبادل ثقافي، مما يعني أن البرنامج لن يكون حدثًا عابرًا، بل بداية لعلاقات طويلة الأمد.
التأثير العالمي والأهمية الثقافية
يساهم برنامج ثري لـ «أبوظبي للغة العربية» في تعزيز مكانة اللغة العربية كلغة حية ومؤثرة في الساحة الدولية. في زمن يسوده التحديات الثقافية، مثل انتشار اللغات الغربية، يبرز هذا البرنامج كمبادرة تسعى للتوازن والتفاعل. من خلال مشاركته في معرض فرانكفورت، تمكن البرنامج من جذب الآلاف من الزوار، مما أدى إلى زيادة الاهتمام بالأدب العربي بنسبة كبيرة هذا العام.
علاوة على ذلك، يعكس البرنامج التزام الإمارات بالأهداف الإنمائية، مثل تلك المتعلقة بالتعليم والثقافة في أجندة الأمم المتحدة. بفضله، أصبحت اللغة العربية جزءًا من النقاش العالمي حول التنوع الثقافي، مما يساعد في مكافحة التمييز الثقافي وتعزيز التفاهم بين الشعوب.
خاتمة
في الختام، يمثل برنامج ثري لـ «أبوظبي للغة العربية» في معرض فرانكفورت للكتاب نجاحًا بارزًا في رحلة تعزيز اللغة العربية عالميًا. لقد لمست هذه المبادرة قلوب الجمهور الدولي، وأكدت أن اللغة ليست مجرد أداة للتواصل، بل جسورًا لبناء عالم أكثر تنوعًا وتفاهمًا. مع استمرار مثل هذه البرامج، يبقى مستقبل اللغة العربية واعدًا، ويبرز دور الإمارات كقائد في هذا المجال. للمزيد من التفاصيل، يمكن زيارة موقع «أبوظبي للغة العربية» الرسمي.

تعليقات