ماذا قدم المدربون الأجانب في أول مباراة مع الأهلي.. بين الإنجاز والصدمة؟

مع الأهلي، يُمثل ضربة البداية لحقبة جديدة مع المدربين الأجانب فرصة حاسمة لإحراز التأثير الأول، حيث شهدت مسيرة النادي الأحمر في الألفية الجديدة سلسلة من التجارب التي غالباً ما بدأت بإنتصارات وأحياناً بعثرات. من بين 14 مدرباً أجنبياً تولوا قيادة الأهلي منذ بداية الألفية، حقق 11 منهم فوزاً في المباراة الأولى، مقابل هزيمتين وتعادل واحد، مما يعكس الترقب الكبير لدى الجماهير حول أداء المدير الفني الجديد، الدنماركي ييس تورب، في مواجهة أولى مع الفريق.

تورب وضربة البداية مع الأهلي

في مسيرة تورب التدريبية، يبرز كمدرب يمتلك خبرة واسعة في الأندية والمنتخبات، حيث تولى قيادة منتخب الدنمارك تحت 21 عاماً وقاده إلى نصف نهائي بطولة أوروبا للشباب عام 2015. انتقل بعدها إلى ميتيلاند الدنماركي، حيث توج بلقب الدوري في موسم 2017-2018، وأحدث ضجة أوروبية بفوزه على مانشستر يونايتد في دوري الأبطال. استمر مسيره بالانتقال إلى جينت البلجيكي، الذي وصل معه إلى نهائي كأس البلجيكا، ثم قاد جينك قبل أن يعود إلى الدنمارك ليدرب كوبنهاجن، حيث حقق لقب الدوري في موسم 2021-2022 وشارك في دوري الأبطال الأوروبي. هذه الإنجازات تجعل من تورب مرشحاً قوياً لإحراز نتيجة إيجابية في بدايته مع الأهلي، مستفيداً من خبرته في المنافسات الدولية لتعزيز أداء الفريق في البطولات المحلية والقارية.

بداية المدربين الأجانب في تاريخ الأهلي

يأتي تورب في سياق تاريخي غني للأهلي مع المدربين الأجانب، حيث يعود الفضل لأولئك الذين سبقوه في رسم معالم نجاحات الفريق في المباريات الأولى. على سبيل المثال، بدأ الألماني هانز يورجن دورنر رحلته بالفوز الساحق 6-0 على الترسانة في الدوري المصري خلال أكتوبر 2000. كذلك، حقق البرتغالي مانويل جوزيه فوزاً بنتيجة 3-1 أمام بترو أتلتيكو الأنجولي في دوري أبطال أفريقيا عام 2001. ومع ذلك، لم يكن الجميع محظوظاً، إذ خسر الهولندي جو بونفرير أمام جان دارك السنغالي 1-2 في نفس البطولة عام 2002، وهو ما يعكس التحديات التي قد تواجه تورب في بدايته.

من جانب آخر، استطاع البرتغالي توني أوليفيرا الفوز على الزمالك 3-1 في كأس السوبر المصري عام 2003، بينما حقق الإسباني خوان كارلوس جاريدو انتصاراً ضيقاً 1-0 أمام الرجاء المطروحي في الدوري عام 2014. استمر هذا الاتجاه مع جوزيه بيسيرو، الذي فاز على طلائع الجيش 1-0 عام 2015، والهولندي مارتن يول الذي انتصر على بتروجيت 2-0 في عام 2016. الفرنسي باتريس كارتيرون أضاف فوزاً 3-0 على تاون شيب رولز في دوري أبطال أفريقيا عام 2018، بينما عانى الأوروجواياني مارتن لاسارتي من هزيمة أمام بيراميدز 1-2 في الدوري عام 2019.

على الجانب الإيجابي، حقق السويسري رينيه فايلر فوزاً 2-0 على كانو سبورت الغيني في دوري أبطال أفريقيا عام 2019، والجنوب أفريقي بيتسو موسيماني انتصاراً 1-0 أمام المقاولون العرب في الدوري عام 2020. أما ريكاردو سواريش، فقد بدأ بفوز 2-0 على بتروجيت في الدوري عام 2022، ونجح السويسري مارسيل كولر في تحقيق فوز 1-0 على الاتحاد المنستيري في دوري أبطال أفريقيا عام 2022. أخيراً، تعادل خوسيه ريبيرو مع مودرن سبورت 2-2 في الدوري عام 2025، مما يظهر تنوع النتائج التي واجهها المدربون.

بشكل عام، يعكس تاريخ هذه البدايات القدرة على التكيف والابتكار، حيث غالباً ما كانت الفوزات تمثل خطوة حاسمة نحو الفوز بالبطولات. الآن، مع تورب، يتوقع الجميع أن يبني على هذا الإرث ليحقق بداية قوية تساعد الأهلي في المنافسة على الألقاب المحلية والقارية، مستفيداً من خبرته في إدارة الفرق الكبرى وتحقيق الإنجازات العالمية. هذا التراث يؤكد أهمية الضغط الأولي في تشكيل مسار الموسم بأكمله.