عندما يقترب موعد انطلاق بطولة كأس الأمم الأفريقية 2025 في المغرب، يبرز منتخب مصر كقوة هجومية تاريخية، حيث يحمل سجلات متفوقة في تسجيل “الهاتريك”، مما يعكس تراثًا غنيًا في البطولة القارية. الفراعنة، الذين حققوا سبعة ألقاب، ليسوا فقط الأكثر نجاحًا، بل يمتازون بأداء هجومي استثنائي ساعد في تشكيل تاريخ المسابقة.
مصر تتصدر سجلات الهاتريك في أمم أفريقيا
يشكل منتخب مصر قصة نجاح في عالم كرة القدم الأفريقية، خاصة في مجال تسجيل الهاتريك، حيث يتفوق بفارق واضح عن باقي المنتخبات. من خلال تاريخ البطولة، شهدت مصر إنجازات فردية هجومية ساهمت في تعزيز مكانتها كأحد أبرز الفرق. على سبيل المثال، يمتلك المنتخب خمسة لاعبين مختلفين سجلوا ستة هاتريك، وهو رقم قياسي لم يصل إليه أي منتخب آخر. هؤلاء اللاعبون يشملون الشاذلي الذي حقق هذا الإنجاز مرتين، إلى جانب الجوهري، الديبة، رضا، وحسام حسن، مما يؤكد على القدرة الهجومية العميقة للفريق على مر العقود.
يظهر تحليل الإحصاءات أن 17 لاعبًا فقط في تاريخ كأس الأمم الأفريقية تمكنوا من تسجيل 18 هاتريك على مدار المنافسات، لكن مصر تبرز كالأبرز بينهم. هذا التفوق يعود جزئيًا إلى الإنجازات التاريخية، مثل الهاتريك الأول في البطولة، الذي سجله محمد دياب العطار المعروف بـ”الديبة” خلال نهائي النسخة الأولى عام 1957 أمام إثيوبيا. في ذلك اليوم، سجل الديبة جميع أهداف مصر الأربعة في فوز ساحق بـ4-0، مما ضمن اللقب الأول للفراعنة وأسس لسلسلة من الإنجازات.
الإنجازات في الثلاثيات الهجومية
بالنسبة لسجلات الثلاثيات الهجومية، يظل اللاعب المصري حسن الشاذلي نموذجًا فريدًا، إذ هو الوحيد في تاريخ البطولة الذي سجل أكثر من هاتريك واحد، محققًا ذلك مرتين في النسخ الخاصة بـ1963 و1970. هذا الإنجاز يعكس التميز الفردي الذي امتاز به الفريق على مدى عقود. أضف إلى ذلك، مصر هي المنتخب الوحيد الذي شهد حدثًا نادرًا، حيث سجل لاعبان من نفس الفريق هاتريك في مباراة واحدة. في عام 1963، خلال مباراة دور المجموعات أمام نيجيريا، سجل حسن الشاذلي ومحمد مرسي حسين جميع أهداف مصر في فوز بـ6-3، مما جعل هذه المباراة لحظة تاريخية في سجلات البطولة.
هذا التراث يفرض تحديًا على الجيل الحالي من لاعبي منتخب مصر، الذين يسعون لاستعادة اللقب الذي غاب منذ عام 2010. مع اقتراب البطولة، التي ستبدأ في 21 ديسمبر 2025 وتنتهي في 18 يناير 2026، يتوقع أن يقدم الفراعنة أداءً هجوميًا يعزز من إرثهم. التركيز على اللاعبين الشباب والتكامل مع الخبرة سيسمح لهم بمواجهة المنافسين بثقة، مستلهمين من تلك السجلات التي تجسد روح الفريق الأفريقي. في النهاية، يبقى منتخب مصر رمزًا للإبداع الهجومي في كأس الأمم، حيث تستمر قصة الفراعنة في الكتابة بأحرف من ذهب في تاريخ الكرة الأفريقية.

تعليقات