أبوظبي تستضيف النسخة الأولى من القمة العالمية للشعوب الأصلية والطبيعة
بقلم: فريق موقع 24
أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة – 15 أكتوبر 2023
في خطوة تؤكد على التزامها بالقضايا البيئية العالمية والثقافية، تستضيف عاصمة الإمارات العربية المتحدة، أبوظبي، النسخة الأولى من “القمة العالمية للشعوب الأصلية والطبيعة”. هذا الحدث الدولي البارز، الذي يُعقد لأول مرة في المنطقة، يجمع بين قادة الشعوب الأصلية، الخبراء البيئيين، وممثلي الحكومات لمناقشة سبل الحفاظ على التنوع البيولوجي والتراث الثقافي للشعوب الأصلية في مواجهة تحديات التغير المناخي.
خلفية القمة وأهميتها
انطلقت فكرة هذه القمة من حاجة عالمية ماسة لدمج معرفة الشعوب الأصلية في استراتيجيات الحماية البيئية. تُعد الشعوب الأصلية، مثل السكان الأصليين في أمريكا اللاتينية وأستراليا وأفريقيا، حراسًا تقليديين للطبيعة، حيث يمتلكون معارف عميقة حول الزراعة المستدامة، الحفاظ على الموارد الطبيعية، ومواجهة الآثار البيئية للتنمية الصناعية. وفقًا لمنظمة الأمم المتحدة، يعاني ما يقرب من 370 مليون شخص من الشعوب الأصلية في جميع أنحاء العالم من تهديدات مباشرة مثل فقدان الغابات وتغير المناخ، مما يجعل هذه القمة فرصة فريدة لتبادل الخبرات والصياغة لسياسات عالمية.
أعلن منظمو القمة أنها ستُعقد في فندق “إميريتس بالاس” في أبوظبي، وتشمل جلسات نقاشية وورش عمل ممتدة على مدى ثلاثة أيام بدءًا من 10 أكتوبر 2023. وقد حظيت بمشاركة مميزة من ممثلين عن أكثر من 50 دولة، بما في ذلك رؤساء قبائل أصلية، خبراء من منظمة الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، وممثلي الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN).
أهداف القمة وبرنامجها
تهدف القمة إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية، منها:
- تعزيز الشراكات: بناء تحالفات بين الحكومات والشعوب الأصلية لدعم المبادرات البيئية المستدامة.
- مكافحة التهديدات البيئية: مناقشة تأثير التغير المناخي على المناطق الطبيعية والثقافات الأصلية، مع التركيز على قضايا مثل فقدان التنوع البيولوجي وتلوث المياه.
- نشر المعرفة التقليدية: دمج المعارف التراثية في السياسات العالمية، مثل استخدام تقنيات الزراعة العضوية لمحاربة التصحر.
من بين الفعاليات البارزة، سيتم عقد جلسة افتتاحية يتحدث فيها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، عن دور الإمارات في الحفاظ على البيئة، مستندًا إلى نجاحات المبادرة الوطنية للحياة البرية في أبوظبي. كما سيشارك خبراء دوليون مثل الدكتورة جين غودال، المدافعة عن الحياة البرية، في جلسات حول “دور الشعوب الأصلية في الحفاظ على الغابات”. بالإضافة إلى ذلك، سيتم عرض أفلام ومعارض تصفح معارف الشعوب الأصلية، مثل تقنيات الشعوب الإفريقية في مكافحة الجفاف.
دور أبوظبي كمضيف
اختيار أبوظبي كمقر للقمة يعكس دور الإمارات كقوة إقليمية في مجال البيئة والتنمية المستدامة. من خلال مبادرات مثل “الصندوق الإماراتي للسيادة الغذائية” و”حماية الجزر الإماراتية”، أظهرت الإمارات التزامها بحماية التراث الطبيعي. وفقًا للسيدة هالة الزعيمي، المديرة التنفيذية للقمة، “تقدم أبوظبي نموذجًا لكيفية دمج التنمية الحديثة مع الحفاظ على الطبيعة، مما يجعلها المكان المثالي لهذا الحدث”.
علاوة على ذلك، سيعزز هذا الحدث السياحة المستدامة في الإمارات، حيث يتوقع أن يجذب آلاف الزوار، مما يدعم الاقتصاد المحلي ويعزز سمعة الإمارات كمركز عالمي للابتكار البيئي.
تأثير القمة على المستقبل
مع انعقاد القمة الأولى، يُتوقع أن تكون بمثابة نقطة تحول في جهود الحماية العالمية. سيتم إصدار بيان نهائي يتضمن توصيات للأمم المتحدة، مما قد يؤدي إلى سياسات جديدة تمنح الشعوب الأصلية صوتًا أكبر في القرارات البيئية. كما أن هذا الحدث يعزز من رسالة الإمارات في مبادرة “كأس العالم للمناخ”، مما يؤكد على أهمية التعاون الدولي في مواجهة التحديات البيئية المشتركة.
في الختام، تستضيف أبوظبي هذه القمة لتكون نقطة انطلاق نحو عالم أكثر استدامة، حيث تندمج المعرفة التقليدية مع الابتكارات الحديثة لحماية كوكبنا. للمزيد من التغطيات الحية، تابعوا موقع 24 للتقارير المباشرة من الحدث.
موقع 24 – أخبار عاجلة وتحليلات شاملة.
تعليقات